زُر مَن تُحبّ وإِن تناءتْ دارُه ... ليسَ البعيدُ معَ الهوى ببعيدِ
زر حبيبك وإن بعد مزاره، فالبعيد مع الحب قريب.
زعموا أن مَنْ تباعَدَ يَسلو ... ولقد زادني التباعدُ وَجْدا
قالوا إن من بعد عن حبيبه يسلوه، فما لي كلما زدت بعداً زدت شوقاً إليه.
زمانٌ كلُّ حِبِّ فيه خِبٌّ ... وطعْمُ الخِلِّ خَلٌّ لو يُذاقُ
أصبح الحب خبا وخداعاً وأصبح طعم الخِلّ مثل طعم الخَلّ.
زمنٌ نعمْتُ بهِ ولكنْ لم يطُلْ ... وكذاكَ أوقاتُ السرورِ قصارُ
كانت تلك الأيام أيام سعادة ولكنها كانت قصيرة، وكل أيام السرور قصيرة.
زنِ القولَ من قبلِ الكلامِ فإِنّما ... يدُلُّ على قدْرِ العقولِ التكلُّمُ
زن كلامك قبل أن تنطق به، فالكلام ميزان العقول.
زهدْتُ وزهدي في الحياةِ لِعلَّةٍ ... وحُجَّةُ مَنْ لا يبلغُ الأمل الزّهدُ
زهدت في الدنيا لأني لم أستطع الحصول عليها، وحجة كل مخفق في تحقيق أمله أنه صاحب زهد.
زوَّجَ العجزُ بنتَه للتواني ... فغدا من نِتاجها الحِرْمانُ
تزوج الكسل بنت العجز فكان الحرمان ولدهما.
زوِّدينا من حُسْنِ وجْهكِ مادا ... مَ فحسنُ الوجوهُ حالٌ تحولُ
دعينا نتمتع بهذا الوجه الجميل، فكل حسن لا بد أن يزول.
زينةُ القولِ بالفِعالِ فإِيا ... كَ وقَولاً لا تستطيعُ فِعالَهْ
تمام القول بالفعل، فاترك قول ما لا تستطع فعله.
زينةُ المرءِ عِفَّةٌ وكمالٌ ... فإِذا وَليّا عَنِ المرءِ وَلّى
زينه الإنسان بعفة نفسه وكمال أخلاقه، فإذا ذهبا عنه ذهب.
حرف السين
سآتي جميلاً ما حَييتُ فإنّني ... إِذا لم أُفِدْ شُكراً أفدْتُ به أجْراً
سأعمل الخير ما دمت حياً، فإن لم أنل عليه شكر الناس، نلت رضا الله وجزاءه.
سأحجبُ عني أسرتي عندَ عُسْرتي ... وأبرُزُ فيهِمْ إِن أصبْتُ ثَراءَ
إذا عسرت احتجبت عن الناس لكيلا أسألهم، وإذا أيسرت برزت لهم لكي أعطيهم.
ساعدِ أخاكَ في جميعِ حالِهْ ... وكُنْ إذا ما زالَ في زِيالِهْ
ساعد أخاك على كل حال وكن معه أينما كان.
ساعدْ صديقك في أمرٍ يحاولُه ... فالحُرُّ للحُرِّ معوانٌ على الزَّمنِ
ساعد صديقك فيما يريد، فالحر يعين الحر.
سافرْ تجدْ عِوضاً ممّن تفارقُه ... وانصَبْ فإن اكتسابَ المجدِ في النّصَبِ
سافر تجد إخواناً بإخوان، واتعب فالمجد في التعب.
سألتُ الناسَ عن خِلٍّ وفِيٍّ ... فقالوا: ما إلى هذا سبيلُ
لا يمكن أن تجد صديقاً وفياً، فلا تتعب نفسك في السؤال عنه.
سألزِمُ نفسي الصَّفحَ عن كل مذنبٍ ... وإن عظُمتْ منهُ عليَّ الجَرائمُ
سأعفو عن كل من أساء إلي، وإن كان ذنبه عظيماً.
سامحْ صديقَك إن زلَّت به قدمٌ ... فليسَ يَسلمُ إنسانٌ من الزَّللِ
سامح صديقك إذا أخطأ، فليس في الناس من لا يخطئ.
سبحانَ مَن قَسَمَ الحظو ... ظَ فلا عتابَ ولا مَلامَهْ
سبحان الله الذي قسم الحظوظ بين الناس، فلا نحن قادرون على الاعتراض على إرادته ولا عتابه على ما قسم لنا من حظوظ.
نام کتاب : نظم اللآل في الحكم والأمثال نویسنده : فكري، عبد الله جلد : 1 صفحه : 18