responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نصرة الثائر على المثل السائر نویسنده : الصفدي    جلد : 1  صفحه : 82
غدا واحدا وهو جمعٌ كما ... أتانا بذاك الكتاب المنير
أما الأول، فهو ظاهر على ما فيه من التورية. وأما الثاني، فإنه قد نص أئمة اللغة على أن الفلك لفظ يستوي فيه المفرد والجمع.
وقد نظمت أنا لغزا في السفينة فقلت:
وجاريةٍ حلّ لي وطؤها ... ولم يك في ذاك ما يمنع
ويا عجبا ما أتت ريبةً ... وألزمها أنّها تقلع
فقول السراج وقولي من باب اللغز، لأنا لم نصرح بلفظ المركب ولا السفينة، وأما المتنبي، فإنه صرح بذكر السفين فخرج من هذا الباب، وهو من باب الأوصاف.
وكذا قول مجير الدين محمد بن تميم:
عجبت للبحر لمّا أن رأيت به ... تلك الصّواري وقد أربت على الحبك
أظنّها لم تطل إلاّ وقد وليت ... حمل الرّسائل بين الفُلك والفلك
وقول أيضاً مضمنا:
ولما ركبنا الفلك والبحر قد طمى ... وهاج علينا موجه المتلاطم
تمشّت لنا في لجّةٍ ببطونها ... كما تتمشّى في الصّعيد الأراقم
وابن قلاقس الإسكندري ممن أجاد أوصاف السفن في عدة قصائد. من ذلك قوله وقد ذكر البحر:
ترى المواخر تجري في زواخره ... فترتقي في أعاليه وتنحدر
من كلّ سوداء مثل الخال يحملها ... بوجنةٍ منه فيها للضّحى خفر
وقوله أيضاً من قصيدة:
وقد رأيت به الأشراط قائمةً ... لأن أمواجه تجري بأطواد
تعلو فلولا كتاب الله صحّ لنا ... أن السّماوات منها ذات أعماد
ونحن في منزلٍ يسري بساكنه ... فاسمع حديث مقيمٍ بيته غادٍ
أبيت إن بتّ ومنه في مصوّرةٍ ... من ضيق لحدٍ ومن إظلام إلحاد
لا يستقر لنا جنبٌ بمضجعه ... كأنّ حالاتنا حالات عبّاد
وله أشياء غير هذه، أضربت عنها خوف الإطالة.
وما أحلى قول أبي الحسين الجزار:
كنت في كلكّةٍ تطير بقلعٍ ... وهي طورا على المنايا تحوم
أنظر الموج حولها فإخال ال ... جيم تاءً لخيفتي وهي جيم
لم أجد لي فيها صديقا حميما ... غير أنّي بالماء فيها حميم
وإذا ما دنت إلى البرّ أمسى ... عندنا منه مقعد ومقيم
يسجد الجرف كلّما ركع المو ... ج فدأبي هنالك التّسليم
وقبيح عليّ أن أشتكي بر ... را وبحرا وأنت بر رحيم
وقال ابن الساعاتي وإن كان فيه بعض قلق:
ولمّا توسّطنا مدى النيل غدوةً ... ظننت وقلب اليوم باللهو جذلان
عشاريّة إنسانا له الماء مقلةٌ ... وليس لها إلا المجاذيف أجفان
وقد ذكر القاضي الفاضل رحمه الله المراكب في مواطن. منها قوله: ووافى الأسطول في خمسين غرابا طائرا من القلوع بأجنحته، كاسرا بمخالب أسلحته، فما وافى شملا إلا دعاه إلى الحين، وحقق ما يغري إليه من البين.
وقوله: فيملأها عليهم جواري في البحر كالأعلام، ومدنا في اللج سوائر كأنها الليالي مقلعات بالأيام، وتطلع علينا معاشر الإسلام آمالا، وتطلع على الكفار آجالا، مسومة تمدها ملائكة مسومة، ومعلمة تقدم حيازيمها إقدام حيزوم تحت الحزمة.
قال: وأحسن من ذلك وألطف قول بعضهم في الخلخال:
ومضروبٍ بلا جرمٍ ... مليح اللّون معشوق
له قدّ الهلال على ... مليح القدّ ممشوق
وأكثر ما يرى أبدا ... على الأمشاط في السّوق
أقول: كذا وجدته في النسخة بالمثل ووقفت عليه أيضاً في كتاب: الإعجاز في الأحاجي والإلغاز للحظيري على هذه الصورة.
والأحسن أن يقال فيه: له شبه الهلال أو شكل الهلال أو طوق الهلال. فإن قد الهلال غير مناسب. ولكن هذا من قوله فيما تقدم في التفاح وعظم قده.
وقلت أنا ملغزا في الخلخال:
ما أصفرٌ دار على أبيضٍ ... لان ولكن قلبه قاس
وربّ ساقٍ غصّ منه وما ... أحسن هذا الوصف في النّاس
وقلت فيه أيضاً:
أيا عجبا من صابرٍ صامتٍ ولم ... يفه بكلام قطّ في ساعة الضّرب

نام کتاب : نصرة الثائر على المثل السائر نویسنده : الصفدي    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست