responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نشأة النثر الحديث وتطوره نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 1  صفحه : 61
الصورة اللائقة بها، كأن كل معنى قد خلق له، وله قوة في حل ما يعضل منها كأنه سلطان شديد البطش، فنظرة منه تفكك عقدها، وكل موضوع يلقى إليه يدخل للبحث فيه كأنه صنع يديه، فيأتي على أطرافه، ويحيط بجميع أكنافه، ويكشف ستر الغموض عنه، فيظهر المستور منه، وإذا تكلم في الفنون حكم فيها حكم الواضعين لها، ثم له في باب الشعريات قدرة على الاختراع، كأن ذهنه عالم الصنع والإبداع".
أفاد جمال الدين النثر فائدة جليلة بإرشاد تلاميذه إلى التحرر من القيود الثقيلة التي كانت ترسف فيها الكتابة الإنشائية، مما أفسد المعنى، وستر الأفكار عن الموضوع والجلاء، كما أرشدهم إلى تجنب المقدمات الطويلة التي ترهق الكاتب، والقارئ بدون طائل، وطبعي أن يصرفهم إلى الاهتمام بالمعاني؛ لأن النثر المقيد لا يتسع لهذه المعاني الجديدة العميقة، ولا يستطيع الإفصاح عنها بوضوح.

محمد عبده:
وإذا نظرنا إلى تلاميذ جمال الدين، وجدناهم فعلًا قد تأثروا بطريقته بعد أن كانوا من الساجعين، فهذا الشيخ محمد عبده أخذ يشق طريقه إلى الكتابة الصحيفة، وهو بعد طالب في الأزهر، فنشرت له أول مقالة بالأهرام في2 من سبتمبر سنة 1876، وقد أرسلها تحية للجريدة، وجاء فيها: "إنه لما نظر لدى كل قاص ودان، واشتهر بين بني نوع الإنسان أن مملكة مصر كانت في سالف الزمان، مملكة من أشهر الممالك وكعبة يؤمها كل سالك وناسك، وإذا كانت قد اختصت بتربية العلوم، وبث المعارف المتعلقة بالخصوص والعموم، وانفردت بالبراعة في الصنائع، والابتكار في أنواع البدائع، فكان أبناء العالم إذ ذاك ينتدون نداها، ويستجدون جداها، يستمطرون من الغيث قطرًا، ويستمدون من المحيط نهرًا ... إلخ".
هذه المقدمة الطويلة المسجوعة المملة، والتي تتوارد فيها الجمل الكثيرة علة المعاني القليلة حرصًا على السجع، والمحسنات اللفظية والمعنوية مع تكلف ظاهر، وأخيرًا وصل إلى الغاية من مقاله، وهي الإشادة بهذه الصحيفة حيث يقول:

نام کتاب : نشأة النثر الحديث وتطوره نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست