responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نشأة النثر الحديث وتطوره نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 1  صفحه : 115
تمرون الديار ولم تعوجوا ... كلامكم علي إذا حرام
وكنت أظن أن مكانتي عند السيد لا تنكر، وأن عهدي لديه لا يخفر، فإذا أنا لست في العير ولا في النفير، وغيري عند السيد كثير، وذهاب صاحب أو أكثر عليه يسير.
ومن مدت العليا إليه يمينها ... فأكبر إنسان لديه صغير
ولا أدعي أني أوازي السيد "صانه الله" في علو حسبه، أو أدانيه في علمه وأدبه وأقاربه في منصابه ورتبه، أو أكاثره في فضته وذهبه، وإنما أقول: ينبغي للسيد أن يميز بين من يزوره لسماع الأغاني والأذكار، وشهود الأواني على مائدة الإفطار، وبين من يزوره للسلام، وتأييد جامعة الإسلام، وأن يفرق بين من يتردد عليه استخلاصًا للخلاص، ومن يتردد إجابة لدعوى الإخلاص، وألا يشتبه عليه طلاب الفوائد بطلاب العوائد، وقناص الشوارد، بنقباء الموالد، ورواد الطرف بأرباب الحرف.
فما كل من لاقيت صاحب حاجة ... ولا كل من قابلت سائلك العرفا
فإن حسن عند السيد أن يغضي عن بعض الأجناس، فلا يحسن أن يغضي عن جميع الناس، وإلا فلماذا يطوف على الضيوف، ويحييهم بصنوف من المعروف، يتخطى الرقاب "لصروف"، ويخترق لأجله الصفوف؟، فإن زعم السيد أنع أعلم بتصريف الأقلام، فليس بأقدم هجرة في الإسلام، وإن رأى أنه أقدر مني على إطرائه، فليس بممكن أن يتخذه من أوليائه.
ولا أروم بحمد الله منزلة ... غيري أحق بها مني إذا راما
وإنما أصون نفسي عن المهانة والضعة، ولا أعرضها للضيق وفي الدنيا سعة.
وأكرم نفسي، إنني إن أهنتها ... وحقك لم تكرم على أحد بعدي
فلا يصعر السيد من خده، فقد رضيت بما ألزمني من بعده، ولا يغض من عينه، فهذا فراق بيني وبينه، وليتخذني صاحبًا من بعيد، ولا يكلمني إلى يوم الوعيد.

نام کتاب : نشأة النثر الحديث وتطوره نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست