نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 95
لا تفرحن بسقطات الرجال ولا ... تهزأ بغيرك وأحذر صولة الدول
لا تأمن الدهر أن يعلى العدو ولا ... تستأمن الدهر أن يلقيك في السفل
أحق شيء برد ما تخافله ... شهادة العقل فاحكم صنعة الجدل
وقيمة المرء ما قد كان يحسنه ... فاطلب لنفسك ما تعلو به وسل
اطلب تنل لذة الإدراك ملتمساً ... أوراحة اليأس لا تركن إلى الوكل
فكل داء دواه ممكن أبداً ... إلا إذا أمتزج الإقتار بالكسل
والمال صنه وورثه العدو ولا ... تحتاج حياً إلى الأخوان في الأكل
وخير مال الفتى مال يصون به ... عرضاً وينفقه في صالح العمل
وأفضل البر ما لا من يتبعه ... ولا تقدمه شيء من المطل
وإنما الجود بذل لم تكاف به ... صنعاً ولم تنتظر فيه جزاً رجل
إن الصنائع أطواق إذا شكرت ... وغن كفرن فأغلال لمنتحل
ذو اللؤم يحصر مهما جئت تسأله ... شيئاً ويحصر نطق الحران يسل
وإن فوت الذي تهوى لأهون من ... إدراكه بلئيم غير محتفل
وإن عندي الخطا في الجود أحسن من ... إصابة حصلت بالمنع والبخل
خير من الخير مسديه إليك كما ... شر من الشر أهل الشر والدخل
ظواهر العتب للإخوان أحسن من ... بواطن الحقد في التسديد للخلل
داو الجهول وسامحه تكده ولا ... تصحب سوى السمح وأحذر سقطة العجل
لا تشرين نقيع السم متكلاً ... على عقاقير قد جربن بالعمل
وألق الأحبة والإخوان إن قطعوا ... حبل الوداد بحبل منك متصل
وأعجز الناس من قد ضاع من يده ... صديق ود فردده يلم بالحيل
استصف خلك واستخلصه أحسن من ... تبديل خل وكيف الأمن بالبدل
وأحمل ثلاث خصال من مطالبه ... تحفظه فيها ودع ما شئته وقل
ظلم الدلال وظلم الغيظ فاعفهما ... وظلم هفوته فاقسط ولا تمل
وكن مع الخلق ما كانوا لخلقهم ... وأحذر معاشرة الأوغاد والسفل
وأخش الأذى عند إكرام اللئيم كما ... تخشى الأذى إن أهنت الحر في حفل
والغدر في الناس طبع لا تثق بهم ... وإن أبيت فخذ في الأمن والوجل
من يقظة بالفتى إظهار غلفته ... مع التحرز من غدر ومن ختل
سل التجارب وأنظر في مراءتها ... فاللعواقب فيها أشرف المثل
وخير ما جربته النفس ما اتعظت ... عن الوقوع به في العجز والوكل
فأصبر لواحدة تأمن توابعها ... فربما ضقت ذرعاً منه في النزل
وللأمور وللأعمال عاقبة ... فأخشن الجزا بغتة وأحذره عن مهل
ذو العقل ينرك ما يهوى لخشيته ... من العلاج بمكروه من الخلل
من المروءة ترك المرء شهوته ... فأنظر لأيهما آثرت فأحتمل
أستحي من ذم من إن يدن توسعه ... مدحاً ومن مدح من إن غاب ترتذل
شر الورى بمساوي الناس مشتغل ... مثل الذباب يراعي موضع العلل
لو كنت كالقدح في التقويم معتدلاً ... لقالت الناس هذا غير معتدل
لا يظلم الحر إلا من يطاوله ... ويظلم النذل أدنى منه في الصول
يا ظالماً جار فيمن لا نصير له ... إلا المهيمن لا تغتر بالمهل
غدا تموت ويتقضي الله بينكما ... بحكمة الحق لا زيغ ولا ميل
وإن أولى الورى بالعفو أقدرهم ... على العقوبة أن يظفر بذي زلل
حلم الفتى عن سفيه القوم يكثر من ... أنصاره ويوقيه من الغيل
والحلم طبع فما كسب يجود به ... لقوله (خلق الإنسان من عجل)
ومنها لامية الشيخ أبي اسماعيل الحسين بن علي المعروف بالطغراني المشهورة بلامية العجم وهي قوله:
أصالة الرأي صانتني عن الخطل ... وحلية الفضل زانتني لدى العطل
مجدي أخيراً ومجدي أولاً شرع ... والشمس رأد الضحى كالشمس في الطفل
فيم الإقامة بالزوراء لا سكني ... بها ولا ناقتي فيها ولا جملي
ناء عن الأهل صفر الكف منفرد ... كالسيف عري متناه من الخلل
فلا صديق إليه مشتكى حزني ... ولا أنيس إليه منتهى جذلي
طال اغترابي حتى حن راحلتي ... ورحلها وقرى العسالة الذبل
وضج من لغب نضوي وعج لما ... يلقى ركابي ولج الركب في عذلي
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 95