responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم    جلد : 1  صفحه : 89
ومن ضيع السيف اتكالاً على العصا ... شكا وقع حد السيف ممن ينازله
وليس يزين الرمح إلا سنانه ... كما لا يزين الكف إلا أنامله
فإن ترفضوا نصحي فما أنا فيكم ... بأول ميمون عصته قبائله
سأمضي على الأيام عزمي وإن ابت ... لأضفر منها بالذي أنا آمله
فإن بقربي من رجالي متوجاً ... تواصل أسباب العلى من يواصله
منيع الحمى لا يذعر القوم سرحه ... ولا يمنع الأعداء شيئاً يحاوله
إليك عماد الدين جواهر ... تناهي فما يؤتى بعقد يشاكله
فقد كنت قد عفت القريض زهادة ... بمستامة إذا يرخص الدر جاهله
وأكبرت نفسي عن مديحي مذمماً ... بكل قبيح خبرتنا شمائله
ولولاك لم أنبس ببيت ولو طمى ... من الشعر بحر يردف الموج ساحله
ولكن لي فيكم هوى وقرابة ... تحركني والرحم يحمد واصله
وإني لأشنا المدح في غير سيد ... أبوه أبي لو زاحم النجم كاهله
فلا زلت كهفاً للعشيرة تلتجي ... إليه إذا ما الدهر عمت زلازله
وقال يمدح الأمير فضل:
رويدك يا هذا المليك الحلاحل ... فما المجد إلا بعض ما أنت فاعل
دع الشعر يشمل الجد حكمة ... وشأنك والدنيا فأنت المقابل
فقد جزت مقدار الشجاعة والندى ... وتربك في لعب الصبا متشاغل
وأدركت ما فوق الكمال ولم يقل ... لمثلك في ذا السن إنك كاهل
أخذت بأعضاد العشيرة بعدما ... هوت وعلت فوق الرؤوس الأسافل
وانقذتها من بعدما لعبت بها ... يد الدهر وأستولت عليها الأراذل
فأنت لناشيها أخ ولطفلها ... أب راحم وابن لذي الشيب واصل
على أنك المولى الذي يقتدى به ... ولكن طبعاً تقتضيه الشمائل
أطاعت لك الأيام كرها وسلمت ... إليك مقاليد الأمور القبائل
فقد أذعنت للخوف منك وأهطعت ... إلى قول مأمول تلقاه آمل
فقل لليالي كيف تجري حروفها ... فما الفضل شيء غيرما أنت فاعل
زهت بك آفاق البلاد وأخصبت ... رباها وطابت في ذراك المأكل
ونامت عيون ربما عافت الكرى ... بلا رمد فيها وقرت بلابل
تركت الغواة العثر فوضى وطالما ... غدت ولها من قبل فينا محافل
وأوليها منك الهوان فأصبحت ... وكل غوي خاشع متضائل
ولم يبق من حزب الضلال ابن غية ... على الأرض إلا وهو خزيان خامل
رفعت عماد الدين من بعدما وهي ... ورث وأضحى ركنه وهو مائل
وأحييت روح المجد من بعدما قضى ... ورد عليه الترب حاث وهائل
وقمت بأحكام الشريعة فاستوت ... لديك ذوو الأجيال طي ووائل
وأوهيت كيد الفاسقين فأصبحوا ... وناصرهم من جملة الناس خاذل
وداويت قرحاً كان في كبد العلى ... تبطنه داء من الغل قاتل
لعمري لنعم المرء أنت التقيت ... صدور المواضي والخفاف الذوابل
ونعم المراعي للنزيل إذا غدى ... أكيلا وأفنى ماه من ينازل
ونعم صريخ المستجاش إذا ارتوت ... لدى الروع من هام الكماة الصقائل
ونعم المرجى في السنين إذا ستوت ... من الضر أبناء السرا والأرامل
ونعم لسان القوم مهما تأخرت ... عن القول سادات الرجال المقاول
ونعم مناخ الركب أهدى له السرى ... سنى النار في الظلماء والعام ما حل
فياسائلي عن جود فضل ولم يزل ... بغيضاً إلي العالم المتجاهل
سل القوم عنه يوم جاءت وأقبلت ... تخب المذاكي تحته وتناقل
أغارت على درب الجنائد غارة ... يطير الحصى من وقعها والجادل
وطاردت الفتيان فيها وأظهرت ... كناها وكل عارف من يحاول
فولت حماة القوم خيلا ولم تزل ... بنو الحرب في يوم اللقاء تحايل
فراحت عليها الخيل وانبعثت لها ... جحافل جمع تقتفيها جحافل
فحاضت حذار القتل والأسر خيله ... وسمر القنا فيهن صاد وناهل
فأوردهم صدر الحصان كأنما ... له الموت جند بالمعادين كافل
وعاجل طعناً سيد القوم فاغتدوا ... وقد عاف كل منهم ما يحاول
يهاود التوالي وقد غدت ... إذا ثار منها مستهل وجائل

نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست