نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 87
مولاي دعوة عبد داره نزحت ... عليكم قربه بل قلبه يجب
قد شاب شعري وشعري في مديحكم ... ودونت بمعاني نظمي الكتب
والناس تحسدكم فيه وتحسده ... فيكم وليس له في غيركم طلب
فلا أرتنا الليالي منكم بدلاً ... ولا خلت منكم الاشعار والخطب
وقال وكتب بها إلى الشيخ العالم محمود بن يحي النحوي الحلي من ماردين يصف فيها حال مقامه واقبال سلطانه عليه:
اخلأي بالفيحاء أن طال بعدكم ... فأنتم إلى قلبي كسحري من نحري
وان يخل من تكرار ذكرى حديثكم ... فلم يخل يوماً من مديحكم شعري
فوالله لا يشفي نزيف هواكم ... سوى خمرانس كان منكم بها سكري
أرى كل ذي داء يداوي بضده ... وليس يداوي ذو الخمار بلا خمر
أطالب نفسي بالتصبر عنكم ... وأول ما افقدت بعدكم صبري
فان كان عصر الأنس منكم قد انقضى ... فوالعصر اني بعد ذلك في خسر
بكيت لفقد الأربع الخضر منكم ... على الرملة الفيحاء بالاربع الحمر
فكيف بقي انسان عيني وقد مضى ... على ذلك الإنسان حين من الدهر
سقى روضة السعدي من ارض بابل ... سحائب ضحوك البرق متحب القطر
وحيا الحيا مغنى قضيت بربعه ... فروض الصبا ما بين رملة والجسر
ورب نسيم مر لي من دياركم ... ففاح لنا من طيب النشر
وأذكرني عهداً وما كنت ناسياً ... ولكنه تجديد ذكر على ذكر
فيا ايها الشيخ الذي عقد حبه ... تنزل مني منزل الروح في صدري
تجاذبني الأشواق نحو دياركم ... وأحذر من كيد العدو الذي يدري
مخافة مذاق اللسان يسر لي ... ضروب الردى بين البشاشة والشر
وينثر لي حب الوفاء تملقاً ... وينصب لي من تحته شرك الغدر
وما أنا من يلقى إلى الحتف نفسه ... ويجهد في استخلاصها منه بالقسر
إذا ذكر المرء شيخ حياته ... فان طريف المال كالواو في عمرو
ولكن لي في ماردين معاشراً ... شددت بهم لما حللت بها أزري
ملوك إذا القى الزمان حباله ... جعلتهم في كل نائبة ذخري
وما أحدثت أيدي الزما اساءة ... ووافيتهم إلا انتقمت من الدهر
إذا جئتهم مستصرخاً حقنوا دمي ... وان جئتهم مستجدياً وفروا وافري
عزائم من لم يخش بالبطش من ردىً ... وانعام من لم يخش بالجود من فقر
ورووا بماء الجود غرس ابيهم ... فاينع في أغصانه ثمر الشكر
وقلدني السلطان منه بأنعم ... اخف بها نهضي وان أثقلت ظهري
هو الصالح الملك الذي صلحت به ... أمور الورى واستبدل العسر باليسر
يبيت بها كفي على الفتح بعدما ... بنت نوب الأيام قلبي على الكسر
وبدلت من دهم الليالي وغيرها ... لديه بأبام محجلة غر
حططت رحالي في ربيع ربوعه ... ولولاه لم اثن الأعنة عن مصري
منازل ما لاقيت فيها ندامة ... سوى انني قضيت في غيرها عمري
فلم يك كالفردوس غير سميه ... من الخلد لا خلد الخليفة والقصر
وواد حكى الخنساء لا في شجونها ... ولكن له عينان تجري على صخر
كأن به الجو دان بالسحب شامت ... فما انتحبت إلا انثنى باسم الثغر
تعانقت الأغصان فيه فأسبلت ... على الأرض أستاراً من الورق الخضر
إذا ما حبال الشمس منها تخلصت ... إلى الروضة ألقت شراكاً من التبر
تدار به من دير شهلان قهوة ... جلتها لنا أيدي القسوس من الخدر
إذا ما حسوناهم وسار سرورها ... إلى منهى الأفكار من موضع السر
نعد لها نقل افكاهة والحجى ... ونجلو عليها بهجة النظم والنثر
ونحن نوفي العيش باللهو حقه ... ونسرق ساعات اسرور من العمر
وقد عمنا فصل الربيع بفضله ... فبادرنا بالورد في أول القطر
فيا أيها المولى الذي وصف فضله ... يجل عن التعداد والحد والحصر
أبثك بالاشعار فرط تشوقي ... ولا أتعاطى حصر وصفك بالشعر
وأعجب شيء انني مع تيقظي ... إلى مخلص الالفاظ من شرك الهجر
أسوق إلى البحر الخضم جواهري ... وأهدجي إلى ابناء بابل من سحري
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 87