نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 55
ذكره صاحب الذخيرة ثم قال ابو اسحاق ابراهيم ابن أبي الفتح ابن عبد الله بن خفاجة الأندلسي الشاعر المشهور ولد سنة 450 بالأندلس وتوفي بها سنة 533 رحمه الله تعالى. قال يمدح أمير المسلمين، ويهنئه بتقليده اشبيلية:
ارأيك أمضى أم حسامك يقطع ... ومرآك أبهى أم حديثك يسمع؟
كل له في جانب الملك مسلك ... كريم ومن نفس الامارة موقع
لك الخير ما أهداك والسهم صائب ... يطيش وما أعداك والخيل تمزع
ولا غير أطراف الأسنة مقول ... يبين ولا غير الفرائض مسمع
وما الوشي حسنا غير بيض محاسن ... لبست على عطفي علاك وتخلع
ولا النجم نأياً غير ذروة معقل ... تذود العدى عن جانبيه وتمنع
تفوت رجاء المرتجين وعوده ... ويدنو به سعد الأمير فيطمع
أحطت به حصر الاحاطة مضعفاً ... تزلزل من أركأنه وتضعضع
وأمطرته غيثاً من الغيث واكفاً ... يظاهره وبل من النيبل يهمع
تضم جناح الجيبش حوليه ثم ومقلة ... جرت هذه تدمي وهاتيك تدمع
ولا بأس إلا من سيوفك تنتضى ... ولا سعد إلا من رماحك تشرع
وهل أنت إلا رحمة الله تنكفي ... عذاباً على أهل المعاصي فتقمع
فكم حرز عز قد غشيت ببطشه ... تصم العدى رجاتها حين تسمع
وغادرته من معقل وهو معقر ... لمعتقديه مصنعاً وهو مصرع
وغادرته فيه موعد السيف فاتك ... يهون عليه الجانب المتمنع
و؟ أهوى به طيب الحديث فنشره ... يخب به ركب الثناء ويوضع
إذا هز أعطاف المعالي حسبته ... يدير بها كأساً عليه تشعشع
وحسبك من فلج لأبيض واضح ... يعيد ويبدي في المعالي فيبدع
ويا رب جيش للعدو كأنه ... عباب خضم قد طمى يتدفع
عرضت له والليث دونك جرأفأجفل إجفال النعامة يجزع
ولقيته ريح المهابة بارحا ... فاقلع إقلاع الغمامة تقشع
وأدبر لا يلوي على متعذر ... حذار فتى يسري إليه فيسرع
وقد جال دمع القطر في مقلة الدجى ... ولفت نواصي الخيل نكباء زعوع
له من صدور الأعوجية والقنا ... شفيع إلى نيل الأماني مشفع
وظفره في ملتقى الخيل ساعد ... ألف وقلب بين جنبيه أصمع
وأبيض يتلو سورة الفتح ينتصى ... ويستقبل الفرق الكريم فيركع
ومنجرد ضخم الجزارة أوحد ... يطير به تحت العجاجة أربع
وحصداء تزري بالسنان حصينةً ... ووجه وقاح بالحديد مقنع
رتعت على حكم السماح بربعه ... ومربع أبناء السماحة مرتع
وعجت عليه عوجة الصب شاقه ... بريق ترأى آخر الليل يلمع
ولم أرد الأوشال أنقع غلةً ... ويمنى ابي أسحاق للبحر منبع
وهضبته أحمى جنابا لخائف ... وأبطحه أندى مراداً وأمرع
فمن مثل ابراهيم والصبح أبلج ... ومن مثل ابراهيم والحق أصدع؟
إمام تدانى رأفة وسما به ... إلى المجد بيت طاول النجم أروع
تجلى ومن بطحاء مكة حنة ... إليه وللبيت الحرام تطلع
ترى لقريش فيه برق مخيلة ... يلوح وعرق للخلافة ينزع
أما وأياد أنطقتني بحمده ... وقد طوقتني والحمامة تسجع
لئن هز من أرجاء حمص مسرة ... حديث بملقاه إليها يرجع
لقد ناب منا والخطوب ممضة ... وشيك نواه والحوادث ترجع
وفرقني صبري لذكرى فراقه ... وشافهني قبل الوداع تودع
وكنت جماد العين أجهل ما البكا ... فعلمني داعي النوى كيف تدمع
فاستودع الله الأمير ومهجة ... أشيعها فيمن هناك أشيع
وهنئهتها من دار ملك وهنئت ... به ملكاً والله يعطي ويمنع
وله أيضاً يمدحه:
قل لمسرى الريح من إضم ... وليالينا بذي سلم
طال ليلي في هوى قمر ... نام عن ليلي وم أنم
وأبي حياه من رشأ ... مستطاب اللثم والشيم
وتساوى ما بنظرته ... وبجسمي فيه من سقم
لا مسحت الجفن من سهر ... ووقيت اقلب من ألم
ولئن راودت من سنة ... لبما أرتاد من حلم
وخيال لو سرى لخبا ... ما بصدر الصب من مضرم
فسقى الله مضاجعنا ... بين طلح الجزع والسلم
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 55