نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 46
باهت بمهرة عدناناً فقلت لها ... لولا الفصيصي كان المجد في مضر
وقد تبين قدري أن معرفتي ... من تعلمين سترضيني عن القدر
القاتل المحل إذا تبدو السماء لنا ... كأنها من نجيع الجدب في أزر
وقاسم الجود في عال ومنخفض ... كقسمة الغيث بين النجم والشجر
زلو تقدم في عصر مضى نزلت ... في وصفه معجزات الآي والسور
يبين بالبشر عن احسان مصطنع ... كالسيف دل على التأثير بالاثر
فلا يغرنك بشر من سواه بدا ... ولو انار فكم نور بلا ثمر
يا ابن الالى غير زجر الخيل ما عرفوا ... إذا تعرف العرب زجر الشاء والعكر
والقائديها على الأضياف تتبعها ... إلافها والوف اللأم والبدر
جمال ذي الأرض كانوا في الحياة وهم ... بعذ الممات جمال الكتب واسير
وافقتهم في اختلاف من زمانكم ... والبدر في الوهن مثل البدر في السحر
الموقدون بنجد نار بادية ... لا يحضرون وفقد العز في الحضر
إذا همى القطر شبهتا عبيدهم ... تحت الغمائم للسارين بالقطر
من كل أزهر لم تأشر ضمائره ... للثم خد ولا تقبيل ذي أشر
لكن يقبل فوه سامعي فرس ... مقابل الخلق بين الشمس واقمر
كأن أذنيه أعطت قلبه خبراً ... عن السماء بما يلقى من الغير
يحس وطء الرزايا وهي نازلة ... فينهب الجري نفس الحادث المكر
من الجياد اللواتي كان عودها ... بنو افصيص لقاء الطعن بالثغر
تغني عن الورد أن سلو صوارمهم ... أمامها لاشتباه البيض بالغدر
اعاذ مجدك عبد الله خالقه ... من أعين الشهب لامن اعين البشر
فالعين يسلم منها ما رأت فنبت ... عنه وتلحق ما تهوى من الصور
فكم فريسة ضرغام ظفرت بها ... فحزتها وهي بين الناب والظفر
ماجت نمير فهاجت منك ذا لبد ... والليث أفتك أفعالاً من النمر
هموا فأموا فلما شارفوا وقفوا ... كوقفة العير بين الورد والصدر
وأضعف الرعب أيديهم فطعنهم ... بالسمهرية دون الوخز بالابر
تلقي الغواني حفيظ الدر من جزع ... عنها وتلقي الرجال السرد من خور
فكم دلاً على بطحاء ساقطة ... وكم جمان مع الحصباء منتثر
دع اليراع لقوم يفخرون به ... وبالطوال الردينيات فافتخر
فهن اقلامك اللاتي إذا كتبت ... مجداً أتت بمداد من دم هدر
وكل ابيض هندي به شطب ... مثل التكسر في جار بمنحدر
تغايرت فيه أرواح تموت به ... من الضراغم والفراسان والجزر
رض المنايا على أن الدماء به ... وان تخالفن ابدال من الزهر
ما كنت أحسب جفناً قبل مسكنه ... في الجفن يطوي على نار ولا نهر
ولا ظننت صغار النمل يمكنها ... مشي على اللج أو سعي على السعر
قالت عداتك ليس المجد مكتسباً ... مقالة الهجن ليس السبق بالحضر
رأوك بالعين فاستغوتهم ظنن ... ولم يروك بفكر صادق الخبر
والنجم تستصغر الابصار صورته ... والذنب للطرف لا للنجم في الصغر
يا غيث فهم ذوي الافهام أن سدرت ... إبلي فمرآك يشفيها من السدر
والمرء ما لم تفد نفعاً اقامته ... غيم حمى الشمس لم يمطر ولم يسر
فزانها الله أن لاقتك زينته ... بنات أعوج بالأحجال والغرر
افنى قواها قليل السير تدمنه ... والغمر يفنيه طول الغرف بالغمر
حتى سطرنا بها البيداء عن عرض ... وكل وجناء مثل النون في السطر
علوتم فتواضعتم على ثقة ... ولما تواضع أقوام على عرر
والكبر والحمد ضدان اتفاقهما ... مثل اتفاق فتاء السن والكبر
يجني تزايد هذا من تناقض ذا ... والليل أن طال غال اليوم بالقصر
خف الورى واقرتكم حلومكم ... والجمر تعدم فيه خفة الشرر
وانت من لو رأى الإنسان طلعته ... في النوم لم يمس من خطب على خطر
وعبد غيرك مضرور بخدمته ... كالغمد يبليه صون الصارم الذكر
لولا قدومك قبل النحر أخره ... إلى قدومك اهل النفع والضرر
سافرت عنا فظل الناس كلهم ... يراقبون اياب العيد من سفر
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 46