نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 357
ما قال حبك عن شوق وعن ولهٍ ... زارت فكان بنصر الله أسراها
فأجابه نصر الله:
زارت بلا موعد ما كان أو فاها ... فهل أرى البدر أم ذي الشمس أوفاها
غراء يروي عن الضحاك مبسمها ... وقد روت عن أبي در ثناياها
وريقها العذب يروي في تسلسله ... عن المبرد والوردي خداها
وطرفها عنه مكحول روى سندا ... كما روى ابن هلال عن محياها
بديعة الحسن في خلق وفي خلق ... بيانه والمعاني من رعاياها
تتيه عجبا بخصر غير مختصر ... وردفها ثقله لا شك أعياها
تجلو الظلام بظلم اللعس من شبم ... ويجلب الليل بعد الصبح فرعاها
غصن إذا خطرت شمس إذا ظهرت ... ريم إذا نفرت واهتز عطفاها
ممنطق بعيون خصرها نظراً ... مخصب بدما العشاق كفاها
بالفضل كاملة بالحسن وافرة ... فجل من فتنة للناس سواها
غدوت في حبها لا أرعوي أبداً ... فهل ترى ذكرت من ليس ينساها
وهل بها مثل ما بي من هوى وجوى ... ولوعة كل نار دون أدناها
وهل تسامر نجم الأفق ليلتها ... شوقاً ولم تكتحل بالغمض عيناها
وهل تفي بمواعيد لنا سلفت ... وهل تراعى عهوداً قد رعيناها
وهل تضمن على المضنى بما وعدت ... بزورة في الدياجي لا عدمناها
وهل ترق لمكلوم الحشا دنف ... ماكان يعرف ما الاشجان لولاها
نعم نعم إنها تبغي لقاي كما ... أبغي لقاها وتهواني وأهواها
لم أنس لا أنس إذ زارت مسلمة ... وحنها عاد مقرنا بحسناها
فقمت أنشد من شو ومن طرب ... يا من بزورتها أحيت لقتلاها
يا فتنة لم تراعى في رعيتها ... حق العبيد ولا حنت لأسراها
ملكت رقي وهذي العين جارية ... أسرفت في الصب جوراً اتقي الله
فمهمل الدمع لما سال أعرب عن ... ضمائر في الهوى كنا سترناها
فاستضحكت ثم قالت وهي معجبة ... لا تعدي من لك روح أنت راه
فأسقطت دررا بالفظ من درر ... وأسكرت كل صب من حمياه
وفضلها عما كلا عندما سفرت ... لأنها أخذت من فضل مولاها
السيد المدره الملسان بطرسمٍ ... قد نال من طبقات الفضل أعلاها
اليلمع المسقع اليهفوف من وخذت ... نجب القريض إليه وهو وفاها
مولى البلاغة غواص غطامتها ... رب الفصاحة طلاع ثناياها
إذا انتضى القلم المحروث في يده ... يريك من واردات العلم أسناها
وإن يولج الصبح الطرس في غسق ... المداد فاتل وفل والليل يخشاها
سحر قصائده در فلائده ... بحر محامده يعييك أحصاها
الأريحي الذي ريح الوفا خطرت ... من عنده شفى الأرواح رياها
يا ذا العلا والولا والفضل من خلبت ... ألفاظ فيه قلوباً وهو يرعاها
وأوحد الناس إلا أنت معرفة ... ومنطقاً وكمالات رويناها
شرفتنا بكتاب منك قد بزغت ... أنواره فهدينا واقتبسناها
رسالة أرسلت للقلب تحفظه ... فما له ضاع مني عند مسراها
ظننتني بعدها نومي يواصلني ... فطال في الليل إيقافي وإياها
فيالها درراً من يمكم قذفت ... سفن العلوم فبسم الله مجراها
وشطرها من بنات البدو مشعرةً ... بالحب أشهد أن لا شعر إلاها
بلفظها فتنت لبي كما فتنت ... لبني لقيس فصار القلب مأواها
وصرت ألثمها شوقاً وأنشدها ... توقاً لمن لبديع النظم وشاها
إن أسعد الله عيني ساعة ورأت ... محياكم وجلت بالنور مرآها
غفرت للدهر ما أبداه من نكد ... ونلت من واردات العلم أهناها
صبراً فللدهر أوقات معينة ... ينال فيها الأماني من تمناها
ما زلت في نعم تترى وفي همم ... لا ترتضي منزل العيوق سكناها
ما قال ذو الشوق نصر الله من طرب ... وافت بلا موعد ما كان أوفاها
ومن جيد شعر بطرس قوله يتغزل ويتشوق إلى لبنان وقد بعث به المعلم نقولا الترك:
يا نائياً وفؤاد الصب مأواه ... رفقا ًبمن أضرمت بالوجد أحشاه
وعامل الله غدا دنفاً ... قد بات يرعى حبيباً ليس يرعاه
كسى النوى بدني ثوب السقام وقد ... نفى الحبيب منامي ورد ذكراه
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 357