responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم    جلد : 1  صفحه : 354
بدا فضله لما تعالى يراعه ... بإنشائه البالي كعقد على نحر
تقول له الحسناء حلوا بخطه ... على الورق تشبيه الوسام على صدره
فكم قلم هندي بدا في بنانه ... يفاخر هندياً صقيلاً إذا يسري
ويبدو لنا من قمه كل مطرف ... نوادر إنشاء أرق من السحر
أليس من الإعجاب أن جواهراً ... ودراً يرين في الطروس من الحبر
إذا مد قرطاس وأنشأ رسالةً ... يجر على سحبان أردية الستر
قلائد عقيان البديع كتاب ... عبارته الفصحاء تغني عن القطر
مهذب خلق في فصيح خطابه ... يشير لنا عما تضمن بالفكر
فكم وشح القرطاس برد رسالة ... مؤنقة زهراء تركية بكر
تقر لها الأتراك بالفضل إنها ... لهم تحفة جاءت تفوق على الزهر
لقد كان للكتاب ياقوت قدوة ... قديماً وأما الآن قدوة العصر
ألا أيها الكتاب عوجوا لنحوه ... تروا مورداً عذباً فموردكم يجري
وقال متغزلاً:
باح الفؤاد سر كنت أخفيه ... فكيف يخفي الهوى والشوق يبديه
ما زلت أكتم سر الحب في كبدري ... حتى أباحت دموعي بالذي فيه
وحق أيام أنس واللقاء بها ... وحق ورد جني كنت أجنيه
وحق ما فعلت تلك الجفون بنا ... وحق خمر حواه الدر في فيه
ما باح نطقي لكتمان الهوى أبداً ... لكن طرفي أبدا ما أواريه
وجد بي الوجد من عذل العذول وكم ... بدا رقيب بهذا الوجد يلحيه
فيا ليال قضيناها معانقة ... مع الحبيب قصيرات بناديه
وكم أويقات أنس بالربوع لنا ... فوق الأماني سقاه الغيث ساريه
كم موعد قد أقمنا للقاء بها ... وضمنا الربع إذا ضمت حواشيه
يا طالما ذاب قلبي في قواه وكم ... بدا لي ويلاً برشف الثغر ينشيه
عجبت من شخص قلبي مات فيه أسى ... وكيف رشف زلال الريق يحيه
فيا نسيما سرى من مهجتي سحراً ... قف بالجديد واعطف عن يمانيه
تجد نسيم غرام نافح وبه ... معطار نشر فعرج نحو هاديه
وسر بلطف إلى المحبوب متبعاً ... شذاء عرف ذكي شم من فيه
فانزل وسلم على ذاك الغزال وقل ... يقريك حبك شوقاً كاد يفنيه
واخفض جناح لديه عند رؤيته ... واشرح غرامي الذي فيه أعانيه
وقد تركت كئيبا فيكم شبحاً ... من الصبابة قد بانت خوافيه
يا صاح إن جزت ذاك الحي معتمداً ... نحو الأنيس الذي طابت أمانيه
أو جئت يا صاحبي نحو الديار فجز ... حمى العبيد وعطفاً عن شماليه
واقرأ تحية حب كالخيال فلم ... يدع له الوجد معنى من معانيه
فيا لو يلا تنا اللاتي سلفن لنا ... هل أنت بالطيف ميت الحب تأتيه
أحبابنا لم يكن لي بعد بعدكم ... صبر لا جلد مما أقاسيه
لك السلام أيا ربع الحبيب ويا ... حمى الحبيب ويا مغنى أهاليه
لك السلام يوم العناق ويا ... يوم الوداع ويوم ألاقيه
وقال متغزلاً أيضا:
أراك سخي الدمع طال بك الأمر ... أبرح فيك الحب أم نفذ الصبر
أبحت الذي كان عندي مكتماً ... وأعلنت وجداً فيك أم خفي السر
نعم أني في الحب ميت صبابة ... فأطوي غراماً ثم ينشه الفكر
يهيجني ذكر الربوع وأهلها ... وكل أخ عشق يهجيه الذكر
تذكرت أزمان الأحبة واللقا ... ليالي وأيام بوصلهم قصر
ليال قطعناها ونحن بمجلس ... تجلى على بدر السماء لنا بدر
من الخود هيفاء القوام غريرة ... تحلت بها الجوزاء وابتهج النسر
وقد ظهر المريخ في سيف لحظها ... وقابلت الأطمار فأنهم الأمر
ومن نور ثدييها النور قد اكتست ... ومن سحر جفنيها لقد علم السحر
كلفت بها حبا وشط مزارها ... وكم منع العشاق من لذة الدهر
رضعت هواها ثم صرت فطيمها ... بدأ الهوى حلو وأخره مر
ويوم على وصل المشوق تعذرت ... فلذ لنا سقم ولذ لها هجر
لقد كنت في رحب وبين غرامها ... فرحت بها مضنى وضاق بي البر
ألا رب يوم كان ل فيه موعد ... بصدق اجتمع الشمل وارتفع العذر
فجئت وقد غاب المنيران والسها ... وقد ظهرت في الأفق أنجمه الزهر

نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم    جلد : 1  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست