نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 311
قفوا بي على الربع المحيل أسائله ... وإن كان أقوى بعد ما خف أهله
وما في سؤال الدار إطفاء غلة ... لقلب من التذكار جم بلابله
تعلل مشتاق ولوعة ذاكر ... لعهد سرور غاب عنه عوازله
فإن أسل ولا أسلو هواهم تجلداً ... ولكن يأساً أخلفتني أوائله
خليلي لو أبصرتما يوم حاجر ... مقامي وكفي فوق قلبي أبادله
عشية لا صبري يثيب ولا الهوى ... قريب ولا دمعي تفيض جداوله
ليقتما أن الأسى يغلب الغرا ... وأن غرامي لا غلام يماثله
فلله قلبي ما أشد احتماله ... ويا ويح صبري كيف هدت معاقله
نظرت إلى الأظعان يوم تحملوا ... فاشرقني طل الدموع ووابله
مضوا ببدور في بروج أكلة ... بهن حليم القلب يصبو وجاهله
وفيهن مقلاق الوشاح إذا مشى ... تملك حبات القلوب تمايله
يلوث على مثل الكثيب إزاره ... وأعلاه بدر قد تناهى تكامله
وزعت التصابي إذ على الشيب مفرقي ... وودعته توديع من لا يجامله
وفؤت إلى رشدي وأعطيت مقودي ... نصيحي فمهما قاله أنا قائله
ومن صحب الأيام رنقن عيشه ... وألبسنه بردا سحيقاً خمائله
وليل غدافي الإهاب تسربلت ... كواكبه خال ترن صواهله
يمد على الأفاق سجف حنادس ... مخوف رداه موحشات مجاهله
هتكنا بأيدي الناعجات سدوله ... إلى ملك يخشى وترجى نوافله
إلى ملك لو كان في عهد حاتم ... لقال كذا فليبذل المال باذله
إمام الهدى عبد العزيز بن فيصل ... به انهد ركن الشرك وانحط باطله
سمى لمعالي وهو في سن يافع ... فأدرك أعلاها وما شق بازله
بطلعته زان الوجود وأشرقت ... على الأرض أنوار الهدى ورسائله
فلو نشرت الأيام كسرى وتبع ... وأيام هارون الرشيد ونائله
لقال بحق ليت أيامنا الأُلى ... تعاد لنا كي يدرك السؤال آمله
ولا غر وأن يشتاقه عصر من مضى ... قد نسخت مجد الملوك شمائله
رعى الدين والدنيا رعاية محسن ... وقام بأعباء الإمامة كاهله
وأرضى بني الإسلام قولاً وسيرة ... فذو الظلم أرداه وذو اليتم كافله
وجدد منهاج الهدى بعد ما عفا ... وعز به الشرع الشريف وحامله
قصارى بني الدنيا دوام حياته ... عسى الله يبقيه تعلو منازله
فكم كنز معروف أثار ومفخراً ... أشاد ومجداً ليس تحصى فضائله
قليل التشكي والتمني وإنما ... إذا هم لم تسدد عليه مداخله
خفي مدب الكيد يقظان لم تكن ... لم تكن به غفلة لكن عمداً تغافله
ولا طاب أمراً سوى ما أفاده ... به سيفه أو عزمه أو عوامله
فقل للذي قد غره منه حلمه ... متى كافأ الذئب الهزير ينازله
ألم تر أن البحر يسلك ساكناً ... وإن حركته الريح جاشت زلازله
فلا تخرجوه عن سجية حلمه ... فتكثر من الساعي بذاك ثواكله
ولا تستطيبوا مركب البغي إنه ... إذا ما امتطاه المرء الله خاذله
ضمنت لباغي فضله أن يناله ... ومن يطلب اللأوا تئيم حلائله
ما نال هذا الملك حتى تقصدت ... صدور عواليه وفلت مناصله
وانعل أيدي الجرد هام عداته ... وزلزلت الأرض البعيد قنابله
وما زاده تيه الإمامة قسوة ... نعم زاد عفواً حين زاد تطاوله
من الوقت بسامين والوقت أكدر ... من النقع وهابين والجدب شامله
علينا لك الرحمن أوجب طاعة ... لذي أمركم لوشط في الحكم عامله
إليكم بني الإسلام شرقاً ومغرباً ... نصيحة من تهدي إليكم رسائله
هلموا إلى داعي الهدى وتعاونوا ... على البر والتقوى فأنتم أمثاله
وقوموا فرادى ثم مثنى وفكروا ... تروا أن نصيحي لا اغتشاش يداخله
بأن إمام المسلمين ابن فيصل ... هو القائم الهادي بما هو فاصله
به الله أعطانا حياة جديدة ... رفهنا بها عن مضنك بؤس نصاوله
فقد كان في نجد قبيل ظهوره ... من الهرج ما يبكي العيون تفاصله
تهارش هذا الناس في كل بلدة ... ومن يتعد السور فالذئب أكله
فمن بين مسلوب ومن بين سالب ... وآخر مقتول وهذاك قاتله
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 311