نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 308
قاموا يريدون تأليف الجنود بما ... حازوا فلم يدركوا بالمال آمالا
كذا من ضيع الأحرار محتقراً ... واختار غمراً وأوباشاً وأنذالا
والحزم لو شكروا النعماء وادخروا ... للحرب خيلاً وفرساناً وأبطالاً
من يحفظ الجند بالإحسان يلقهم ... إن يدعهم في لوغى يأتوه أرسالا
فاجعل عطاك لأحرار الوغى ثمناً ... تملك به مهجاً منهم وأوصالا
لا ملك يثبت إلا بالرجال ولا ... يقني الرجال سوى من كان بذالا
والمال يربو لمن ربى رعيته ... بعدله ونفى للظلم أغلالا
والطرق أمنها بالعدل فامتلأت ... أنسا فلا يرهب السلاك مغتالا
يا فيصل المجد يا من للفخار حوى ... فاستوجب المدح تفصيلاً وإجمالا
أوضحت للسنة الغرا رسوم هدى ... عفت فأحييت للإسلام أطلالا
أتى بك الله من مصر لملتنا ... نصرا وقهرا لمن عادى وإذلالا
فأنت طالع سعد حينما طلعت ... نجومه زدتنا حظاً وإقبالا
نازلت آل حميد في سبيتهم ... تكاد ترجف منه الأرض زلزالا
جاءوك بالجد في خيل وفي خيلا ... تكاد تجف منه الأرض زلزالا
كانوا جراء عليكم من سفاهتهم ... حتى سبيت لهم عزاً وأموالا
أقريتهم عاجلا لما بكم نزلوا ... كالمستضيفين صمصاما وعسالا
ومن حياض المنايا بعد أن طمعوا ... أرويتهم عللاً منها وانهالا
فدبروا هربا ذعراً وما صبروا ... لما رأوا الصبر بين الأسل قتالا
ولوا سراعاً ولم يلووا على أحد ... وأصبحوا في بقاع الأرض فلالا
وخلفوا خلفهم رغما عقائلهم ... مع البنين وأغناما وآبالا
فأصبحت مغنماً للمسلمين وفي ... يديك تقسمها في الناس أنفالا
واها لها وقعة من أفقها طلعت ... شمس الهدى فمحت للشرك أطلالا
فتح به فتحت للدين أعينهُ ... وأبصرت بعد دمع طالما سالا
فتح به فتح الرحمن أفئدة ... غلفا أدار عليها الرين أقفالا
فتح به استبشرت هجر وقد فخرت ... لما ملكت لها مدنا وأعمالا
أثواب عدلك قد ألبستها جددا ... من بعد أن خلعت للظلم أسمالا
فيها بثثت أمور العدل فانتشرت ... وحكم الشرع أقوالا وأفعالا
فأصبحت بك هجر كالعروس زهت ... بحلية لم تذر شنفا وخلخالا
ماست من التيه واختالت وحق لها ... بزينة العدل أن تزهو وتختالا
(تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادا بعد أبوالا)
فاحمد إلهك إذ أولاك أنعمة ... واشكره ما دمت تعظيما وإجلالا
وهاك مني قريضاً قد حوى دررا ... ما أن ترى مثلها في الحسن أمثالا
جهل المقل وقد أهداه معتذرا ... (لا خيل عندي أهديها ولا مالا)
ثم الصلاة على الهادي وعترته ... ورحمة تشمل الأصحاب والآلا
ما لاح برق وما غنى الحمام وما ... سح الغمام بجود الودق هطالا
ثم الاختيار من شعر أحمد بن مشرف ويليه الاختيار من شعر الأديب ابن عثيمين النجدي.
شعر
ابن عثيمين النجدي هو الأديب الأريب ذي الأدب الفائق، والنظم الرائق، محمد ابن عبد الله بن عثيمين النجدي أصلاً ووطناً، والحنبلي مذهبا والسلفي معتقدا، وكان حفظه الله ممن عاصر العلماء الكبار من علماء نجد، سمع منهم، وله معرفة وفهم في الأصول والفروع. وكان حسن السيرة، مأمون السريرة مقبلاً على شأنه حافظاً لزمانه محبباً إلى قربائه، ذا سمت ودين وعقل رصين. وأما الشعر فقد أخذ من الإجادة فيه بأوفر نصيب، لا يبارى في براعة اللسان، ولا يجارى في ميدان الإحسان. له الأشعار الرائقة، والمعاني الفائقة، وسأذكر إن شاء الله منها في هذا المجموع ما يدل على تقدمه في عالم الأدب، ورقة وجزالة المعاني والألفاظ في نظم الشعر. فمن ذلك ما مدح به الملك المعظم، والإمام المقدم، إمام الإسلام والمسلمين، وحامي حوزة الدنيا والدين، عبد العزيز بن الإمام عبد الرحمن بن الإمام تركي آل سعود، أدام سعوده وخذل مبغضه وحسوده، ولا زال النصر محالفاً لراياته والتوفيق مساعداً له في جميع أوقاته آمين قال:
عج بي على الربع حيث الرند والبان ... وإن خلت منه أحباب وجيران
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 308