نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 279
ولي كبد حرى لعلي أرى لها ... بريا نسيم مرّبي سحراً بردا
فأصبحت أذري الدمع فذاً وتوأما ... تخد على خدي حينئذ خدا
كأني اعتصر المعصرات بأعين ... نثؤن غداة البين من لؤلؤ عقدا
فما بل ذاك الدمع مني حشاشة ... أبى الله إلا أن تضرم بي وقدا
ولام أُصيحابي فؤاداً متيماً فما ... نفع اللوم الفؤاد ولا أجدى
ذكرتكم والدمع يجري فلم أكن ... ملكت لذاك الدمع يوم جرى ردا
وبت أداري مهجة لم أجد لها ... خلاصاً من الأشجان يوماً ولا بدا
وقلت لسعدك دع ملامك في الهوى ... فمن زادني لوماً فقد زادني وجدا
يهيج وجدي وهو غير مساعدي ... وما أنا لاق منه إن لامني سعدا
يقول اصطبر عمن تحب إونني ... يريني الهوى من دون ما قاله سدا
ولا تشم البرق اليماني فإنه ... متى لاح أورى في حشاشتك الزند
وإيام إياك الصريم وأهله ... فإن الظباء العفر تقتنص الأسدا
وهل نافع ما قاله من بعد ما رمى ... بعينيه ريم الجزع سهم الردى عمدا
بنفسي الغزال القانصي بلواحظ ... من السحر مرضى تمنع الأسد الوردا
إذا ما رمين القلب سهماً أصبنه ... كأن قصدت في قتل عاشقها قصدا
به أربي هل ترى هذه النوى ... تبدلنا بالقرب من بعدها بعدا
أرى النفس لا تهوى سوى توده ... ولم تتكلف مهجة الوامق الودا
وقال من صدر قصيدة:
لمن أنيق يا سعد ترقل أو تخدي ... تغور في غور وتنجد في نجد
حوان كأمثال القسي سوامها ... أعاريب ترمي بالسرى غرض القصد
لهم فتكات البيض والبيض شرع ... بأغبر من وقع الحوادث مسود
صواد 'لى ورد المنون وما لهم ... من العز إلا كل صافية الورد
جحاجحة شم العرانين هتف ... بكل بعيد الفور ملتهب الزند
على مثل معوج الحنايا ضوامر ... طوين الفيافي كيفما شئن بالأيدي
أقول لحاديها رويدك إنها ... بقايا عظام قد تعقفن بالجلد
زجرت المطايا غير وأن فسر بها ... على ضعفها لا بالذميل ولا الوخد
ألست تراني في رسوم دوارس ... لها وقفة المأسور قيد في قيد
وما ذاك إلا من غرام تجنه ... وما كان أن يخفى عليك بما تبدي
وإلا فما بال المطي يروعها ... رسيس جوى يعدو وداء هوى يعدي
وشامت وميض البرق ليلا فراعها ... سنا البارق النجدي وقداً على وقد
وعاودها ذكر الغميم فاصبحت ... تلوذ بماء الدمع من حرقة الوجد
فسيق إليها الوجد من كل وجهة ... وليس لها في ذلك الشوق من بد
وقد فارقت من بعد لمياء أوجها ... يسيل لها دمع العيون على الخد
وساء زمان بعد أن سرها بهم ... فماذا يلاقي الحر في الزمن الوغد
ويوشك أن تقضي أسى وتلهفاً ... على فائت لا يستمال إلى الرد
سقى الله من عيني أكناف حاجر ... إذا هي تستجدي السحاب فما يجدي
ورعياً لأيام مضت في عراصها ... تؤلف بين الظبي والأسد الورد
قضينا بها اللذات حتى تصرمت ... وكنا ولا نظم الجمان من العقد
سلام إلى تلك الديار وإن عفت ... منازل أحبابي وعهد بني ودي
فمن مبلغ عني الأحبة أنني ... حليف الهوى فيهم على القرب والبعد
ذكرتهم والوجد في القلب كامن ... عليهم كمون النار في الحجر الصلد
فهل ذكروا عهد الهوى يوم قوضوا ... وهل علموا أني مقيم على العهد
وما اكتحلت عيناي بالغمض بعدهم ... كما اكتحلت بالغمض أعينهم بعدي
وما رحت أشكو لو حظيت بقربهم ... زماناً بالقطيعة والصد
تم الاختيار من شعر عبد الغفار الأخرس ويليه الاختيار من شعر السيد عبد الجليل شعر
عبد الجليل البصري هو السيد عبد الجليل بن ياسين البصري بن السيد إبراهيم بن طه بن السيد خليل بن السيد محمد صفي الدين المتصل نسبه إلي السيد إِبراهيم الملقب بطباطبا بن السيد إِسماعيل الملقب بالديباج بن السيد إِبراهيم القمر بن الحسن السبط بن علي بن ابي طالب رضوان الله عليهم أجمعين.
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 279