نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 256
وروي عن الأصمعي أنه قال لأعرابية: ما تعدون العشق فيكم؟ قالت: العناق والضمة والمحادثة والغمزة، ثم قالت: يا حضري كيف هو عندكم؟ فقلت: يقعد الرجل بين رجليها، ثم يجهدها، فقالت: يا ابن أخي ما هذا عشقاً، هذا طلب الولد. وسئل أعرابي عن العشق، فقال: هو اللحظة والنظرة، والأخذ من لطائف الحديث بنصيب، فكيف هو عندكم يا حضري؟ فقال: العض الشديد والجمع بين الركبة والوريد، فقال: والله ما يفعل هذا العدو بعدوه، فكيف الحبيب بحبيبه. وقيل لآخر: ما كنت صانعاً بمن أحببت لو ظفرت به؟ فقال أحل الخمار، واحرم ما وراء الأزرار، واطهر الحب ما يرضى الرب. وقيل لآخر: ما كنت صانعاً لو ظفرت بمحبوبك، فقال: أضمها وألثمها، وأعصي الشيطان في إثمها، ولا أفسد عشق عشرين سنة بلذة ساعة، تفنى لذتها، ويبقى عقابها، إني إن فعلت ذلك للئيم، ولم يلدني الكريم بين العرب، وصاروا يضرب بهم المثل في العشق بكثرة من قتل منهم. قال محمد بن جعفر: سمعت رجلاً من عذرة يتحدث عند عروة، فقال له عروة: يزعم الناس أنكم أرق الناس قلوباً. قال: نعم، والله لقد تركت في الحي ثلاثين شاباً خامرهم الموت ليس لهم داء إلا الحب. وعن سعد بن عتبه أنه حضر في مجلسه رجل، فاستغربه، فقال ممن أنت؟ قال: من قوم إذا عشقوا ماتوا، فقال: عذري ورب الكعبة، ثم قال: لم كان بكم هذا الداء الذي أهلككم؟ فقال: لأن في رجالنا صباحة، وفي نسائنا عفة. وقيل لرجل منهم: إنكم لتعدون موتكم في الحب فضيلة ومزية، وإنما ذلك من ضعف البنية، ووهن العقيدة، وسوء الروية، فقال العذري: أما أنك لو رأيتم المحاجر البلج، ترشق بالأعين العج، من فوقها الحواجب الزنج، من تحتها المباسم الفلج، تفتر عن الثنايا الغر، كأنها البرد والدر، لجعلتموها اللات والعزى.
نبذة مما وقع للشعراء في الشيب والشباب. قال بعض شعراء أهل العراق، وهو السيد حيدر الحلي المتوفي سنة 1304
رأت الشيب بعارضيك فغاظها ... وثنت بذات البان عنك لحاظها
ريم لآلي نحرها يحكي لآلي ... ثغرها اللائي حكت ألفاظها
هيفاء لو بزت لنساك الورى ... يوماً لأصبى دلها وعاظها
قد كان شملك بالكواعب جامعاً ... أيام سوق صباك كان عكاظها
فتنبهت عين الزمان ففرقت ... بالسيب شملك لا رأت إيقاظها
رقت إليك قلوبهن مع الصبا ... وأعادهن لك المشيب غلاظها
فدع الغواني القاتلات بقدها ... كم فتنة غنج الحسان أفاظها
ولمهيار:
ما أنكرت إلا البياض فصدت ... وهي التي جنت المشيب هي التي
غراء يشفع قلبها في نحرها ... وجبينها ما ساءها في لمتي
أأنست إذ ليل الشباب مصاحبي ... ونفرت إن طلعت عليك أهلتي
وقول البحتري:
ولم أنس إذ راحوا مطيعين للهوى ... وقد وقفت ذات الوشاحين والوقف
ثنت طرفها دون المشيب ومن يشب ... فكل الغواني عنه مثنية الطرف
ومن طريف ما قيل في الشيب قول بعضهم وهو من الهزل المراد به الجد:
تبسم الشيب بذقن الفتى ... يوجب سفح الدمع من جفنه
حسب الفتى بعد الصبا ذلة ... أن يضحك الشيب على ذقنه
وذم الشباب بعضهم بقوله:
لم أقل للشباب في دعة الله ... ولا حفظه غداة استقلا
زائر زارنا أقام قليلاً ... سود الصحف بالذنوب وولى
نبذة غزلية مما تمناه الشعراء في عذب من شعرهم فمن ذلك قول بعضهم:
لقد كنت جلداً قبل أن توقدا النوى ... على كبدي ناراً بطيء خمودها
ولو تركت نار الهوى لتصرمت ... ولكن شوقاً كل يوم يزيدها
وقد كنت أرجو أن تذوب صبابتي ... إذا قدمت أيامها وعهودها
فقد جعلت في حبة القلب والحشا ... عهاد الهوى تولى بشوق يعيدها
بمرتجة الأرداف هيف خصورها ... عذاب ثناياها عجاف قيودها
مخصرة الأوساط زانت عقودها ... بأحسن مما زينته عقودها
وصفر تراقيها وحمر اكفها ... وسود نواصيها وبيض خدودها
يمنيننا حتى ترف قلوبنا ... رفيف الخزامي بات طل يجودها
ويروي منها:
وكنت أذود العين أن ترد البكا ... فقد وردت ما كنت عنه أذودها
أخلي ما بالعيش عيب لو أننا ... وجدنا لأيام الصبا من يعيدها
ويروي منها:
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 256