نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 246
سافر تجد عوضاً مما تصاحبه ... والضب فإن لذيذ العيش في النصب
إني رأيت وقوف الماء يفسده ... فإن جرى طاب وإن لم يجري لم يطب
والأسد لولا راق الغاب ما قنصت ... والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والبدر لولا أفول منه ما نظرت ... إليه في كل حين عين مرتقب
والتبر كالتراب ملتقى في أماكنه ... والعود في أرضه نوعاً من الحطب
فإن تغرب هذا عز مطالبه ... وإن أقام فلا يعلى على رتب
وللحريري صاحب المقامات المولود سنة 441 المتوفي سنة 516:
أسمع أخي وصية من ناصح ... ما شاب محض النصح منه بغشه
لا تعجلن بقضية مبتوتتة ... في مدح من تبله أو خدشه
وقف القضية فيه حتى تجتلي ... وصفيه في حال رضاه بطشه
فهنام أن تر ما يشين فواره ... كرماً وإن تر ما يزين فأفشه
واعلم بأن التبر في عرق الثرى ... خاف إلى أن يستثار بنبشه
وفضيلة الدنيا يظهر سرها ... مكن حكة لا من ملاحة نقشه
ومن الفباوة أن تعظم جاهلاً ... لصقال ملبسه رونق رقشه
أو أن تهين مهذباً في نفسه ... لدروس بزته ورثة فرشه
وله أيضاً من مقامه له:
لا تقعدن على ضر ومسغبة ... لكي يقال عزيز النفس مصطبر
وانظر بعينيك هل ارض معطلة ... من النبات كأرض حفها الشجر
فعد عما تقول الأغبياء به ... فأي فضل لعود ما له ثمر
وارحل ركابك عن ربع ظمئت به ... إلى الجناب الذي يهمي به المطر
واستنزل الري من در السحاب فإنه ... بلت يداك به فليهنك الظفر
غيره:
وما طلب المعيشة بالتمني ... ولكن ألق دلوك في الدلا
يجيء بملئها طوراً وطوراً ... تجيء بحمأة وقليل ماء
ولا تقعد على كسل التمني ... تحيل على المقدر والقضاء
فإن مقادر الرحمن تجري ... بأرزاق العباد من السماء
مقدر بقبض أو ببسط ... وعجز المرء أسباب البلاء
?مدح الوفاء
قال بعضهم:
أجل للمرء من مجد الغنى شرفاً ... مجد الوفاء وتقوى الله والكرم
وأرفع الناس عند الله منزلة ... من لم يكن لحقوق الناس يهتضم
غيره:
إذا قلت في الشيء نعم فأتمه ... فإن نعم الدين على الحر واجب
وإلا فقل لا واسترح وأرح بها ... لئلا يقول الناس أنك كاذب
غيره:
لئن جمع الآفات فالبخل شرها ... وشر من البخل المواعيد والمطل
ولا خير في وعد إذا كان كاذباً ... ولا خير في قول إذا لم يكن فعل
غيره:
تعجب وأعدل المرء أكرومة ... تنشر عنه أطيب الذكر
والحر لا يمطل معروفه ... ولا يليق المطل بالحر
غيره:
ولقد وعدت وأنت أكرم واعد ... لا خير في وعد لغير تمام
أنعم علي بما وعدت تكرما ... فالمطل يذهب بهجة الأنعام
غيره:
إن الصديق والمقيم على الوفا ... في وقت ضنك العيش لا في رغد
أهل الصداقة في النحوس قلائل ... والكل أصحاب الفتى في سعده ذم القدر
قال بعضهم:
لا أشتكي زمني هذا فأظلمه ... وإنما أشتكي من أهل ذا الزمن
هم الذئاب التي تحت الثياب فلا ... تكن إلى أحد منهم بمؤتمن
قد كان لي كنز صبر فافترقت إليك ... إنفاقه في مدارتي لهم ففني
غيره:
وإني بلوت الناس أطلب منهم ... أخا ثقة عند اعتراض الشدائد
فلم أر فيما ساءني من غير شامت ... ولم أر فيما سرني غير حاسد
غيره:
إلا إن أخواني الذين عاهدتهم ... أفاعي رمال لا تقصر في اللسع?
ظننت بهم خيراً فلما بلوتهم ... نزلت بواد منهم غير ذي زرع
? (ذم الغيبة) قال بعضهم:
?من نم في الناس لم تؤمن عقاربه ... على الصديق ولم تؤمن أفاعيه
كالسيل باليل لا يدري لي أحد ... من أين جاء ولا من أن يأتيه
الويل للعهد منه كيف ينقضه ... والويل للود منه كيف يفنيه
غيره:
يسعى إليك كما يسعى عليك فلا ... تأمن غوائل ذي وجهين كياد
غيره:
من يخبرك بشتم عن أخ ... فهو الشاتم لا من شتمك
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 246