نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 242
إصبر قليلاً وكن بالله معتصماً ... لا تعجلن فإن العجز بالعجل
الصبر مثل أسمه في كل نائبة ... لكن عواقبه أحلى من العسل
غيره:
شكى ألم الفراق الناس قبلي ... وروع بالنوى حي وميت
فإما مثل ما ضمت ضلوعي ... فإني ما سمعت ولا رأيت
وما أشكو تلون أهل ودي ... ولو أجدت شكيتهم شكوت
مللت عتابهم يئست منهم ... فما أرجوهم فيمن رجوت
إذا أدمت قوارضهم فؤادي ... صبرت على أذاهم وانطويت
ورحت إليهم طلق المحيا ... كأني ما سمعت وما رأيت
ولا والله ما أضمرت غدراً ... كما قد أظهروه وما نويت
ويوم الحشر موعدنا وتبدوا ... صحيفة ما جنوه وما جنيت
ويروى أن أبا عمرو بن العلاء، كان يقرأ قوله تعالى: (إلا من أغترف غرفة بيده) بالفتح فأحضره الحجاج، وقال: ما حجتك في قراءتها بالفتح؟ قال: أمهلني أيها الأمير. قال: أمهلتك شهراً، فإن لم تأتني بحجة ضربت عنقك، فوكل من به يسير معه في أحياء العرب فلم يجد حجة إلا أن كمل الشهر، فرده الموكلون به على الحجاج، فلما كان في أثناء الطريق إذ إعرابي يسوق إبلاً له وينشد:
صبر النفس عند كل ملم ... إن في الصبر حيلة المحتال
لا تضيقن بالأمور فقد تكشف ... غماؤها بغير احتيال
ربما تجزع النفوس من الأمر ... له فرجة كحل العقال
فقال له أبو عمرو: ما وجه الفتح في فرجة؟ فقال: كلما أتى على وزن فعلة فلنا فيه ثلاث لغات، ففرح أبو عمرو بوجود الحجة لقراءته ثم قال للإعرابي: ما سبب إنشادك هذه الأبيات؟ قال: أنه قد بلغنا نعي الحجاج، وكنا متخوفين منه، فقال أبو عمرو: والله ما أدري بأيتهما أفرح، بموت الحجاج، أم بوجود الحجة على قراءتي ومذهبي؟!
فصل في فضل العلم.
قال بعضهم:
العلم أشرف شيء ناله رجل ... من لم يكن فيه علماً لم يكن رجلاً
تعلم العلم وأعمل يا أخي به ... فالعلم زين لمن بالعلم قد عملا
غيره:
العلم مبلغ قوم ذروة الشرف ... وصاحب العلم محظوظ من التلف
يا صاحب العلم مهلاً لا تدنسه ... بالموبقات فما للعلم من خلف
العلم يرفع بيتاً لا عماد له ... والجهل يهدم بيت العز والشرف
غيره:
لو كان نور العلم يدرك بالمنى ... منا كان يبقى في البرية جاهلا
أجهد ولا تكسل ولا تك غافلا ... فندامة العقبى لمن يتكاسل
غيره:
وفي الجهل قبل الموت موت لأهله ... وأجسادهم قبل القبور قبور
وإن إمرءاً لم يحيى بالعلم قلبه ... فليس له حتى النشور نشور
غيره:
يا ساعي وطلاب المال همته ... إني أراك ضعيف العقل والدين
عليك بالعلم لا تطلب له بدلاً ... وأعلم بأنك في غيره مغبون
العلم يجدي ويبقى للفتى أبدا ... والمال يفنى وإن أجدى على حين
هذاك ذل وذا عز لصاحبه ... ما زال بالبعد بين العز والهول الحض على العلم
غيره:
العلم يغرس كل فضل فاجتهد ... أن لا يفوتك من فضل ذلك المغرس
وأعلم بأن العلم ليس يناله ... من همه في مطعم أو ملبس
إلا أخو العلم الذي يزهو به ... في حالتيه عارياً أو مكتسي
فاجعل لنفسك منه حظاً وافرا ... واهجر له طيب الرقاد وعبس
فلعل يوماً إن حضرت بمجلس ... كنت الرئيس فخر ذلك المجلس
فصل في الأدب والعلم والحض على الاتصاف به:
كن أبن من شئت واكتسب أدباً ... يغنيك محموده عن النسب
إن الفتى من يقول ها أنا ذا ... ليس الفتى من يقول كان أبي
غيره:
لكل شيء زينة في الورى ... وزينة المرء تمام الأدب
قد يشرف المرء بأدبه ... فينا وإن كان وضيع النسب
غيره:
أعود بنيك على الأدب في الصغر ... كيما تقر بهم عيناك في الكبر
فإنما مثل الأدب تجمعها ... في عنفوان الصبا كالنقش في الحجر
هي الكنوز التي تنمو ذخائرها ... ولا يخاف عليها حادث الغير
إن الأديب إذا زلت به قدم ... يهوى على فرش الديباج والسرر
ولبعضهم:
لا يعجبنك أثواب على رجل ... دع عنك أثوابه وأنظر على الأدب
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 242