نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 223
ليهنك فخراً إن ظفرت بتربته ... يعفر خداً دون إدراكها العفر
ثوى بك من آل المقلد سيد ... هو الذهب الإبريز والعالم الصفر
فمتى كرمت آباؤه وجدوده ... وطابت مساعيه فتم له الفخر
عفيف ملاث البرد عن كل زلة ... وفي أذنه عن كل فاحشة وقر
جواد له في كل أنملة مجد ... بصير له الدهر كسر لا يرام له جبر
من الآن بدءُ الشر فيك وإنه ... لمتصل باق وآخره الحشر
فأي فتى لا يرهب الضيم جاره ... فقدت ويسر لا يمازجه عسر
وليث وغى لو قابل الليث أعزلا ... وحاربه لم يغنه الناب والظفر
فأقسم لولا موته في فراشه ... لجردت البيض المهندة البتر
وأرعشت الملد المثقفة السمر ... وأقبلت الخيل المسومة الشقر
عليهنَّ من آل المقلد غامة ... مساعير حرب لا يضيع لهم وتر
تثقف ملاد الرماح أكفهم ... وتمنحها طولاً إذا شأنها قصر
كأنهم والسابغات عليهمُ ... إذا ما دجا ليل الوغى أنجم زهر
ولو خلد المعروف في الناس واحداً ... لخلد عبد الله نائله الغمر
ولكنها الأيام جاءته تبتغي ... نوالاً فأولاها نوالاً هو العمر
فيا قبره حياك منبعق الكلا ... ونشر من أبراده حولك الزهر
بينه اصبروا فالصبر أجمل حلة ... تردى بها من مس جانبه الضر
فلولا انقضا الأعوام ما فني الدهر ... ولولا فنا الأَيام ما نفذ الشهر
ودونكم من لجة الفكر درة ... منظمة يعلو لها النظم والنثر
وعذراء ن حر الكلام خريدة ... بأمثالها في الشعر يفتخر الشعر
وما مهرها إلا قبولكم لها ... لقد كرمت ممهورة وغلا المهر
شعر
عبد العلي الحويزي ومن رجال (السلافة) عبد العلي بن ناصر بن رحمة الحويزي، قال في حقه: فاضل قال من الفضل بظل وريف، وكامل حل من الكمال ين خصب وريف، فلأسماع من زهرات أدبه في ربيع، ومن ثمرات فضله في آخر خريف، إن شاء أبدى من فنون السجع ضرائب، أو طفق ينظم أهدى الشنوف للأسماع والعقود للترائب، وذكر له نثراً فائقاً، أضربت عن نقله طلباً للاختصار، ثم قال: من بديع شعره قوله يمدح علي باشا حاكم البصرة ويهنئه بعيد الفطر:
لمن العيس عشيا تترامى ... تركتها شقق البين سهاما
كلما برقعها ريح الصبا ... لبست من أحم الدمع لثاما
وترامت خضعاً أعناقها ... كلما هز له البرق حساما
شفها جذب براها للحمى ... وهي تثني لربي نجد زماما
وتلقيها نسيماً حاملاً ... عن ثرى وجرة أنفاس الخزامى
ما على من حملت لو وقفوا ... ساعة نشرح وجداً وغراما
ومن الجهل ارتجائي يقظة ... أرباً لا أترجاه مناما
يا بني عذرة هل من آخذ ... بدمي المسفوك من حل الخياما
قمر لو لم ير البدر دجى ... ما حوى البدر كمالاً وتماما
غادر لم يرع مني نسباً ... دون أن خديه لهيباً واضطراما
ولجسمي من بقايا حبه ... شبه الطرف فتوراً وسقاما
يا نديمي دعا خمريكما ... إن أرق الحب من فيه مداما
وتثن يا قضيب البان إن ... رنحت سكر اللمى ذاك القواما
وأصغ يا روض أناجيك إذاً ... فلقد لاح لنا الثغر ابتساما
أيها الظاعن عن عيني وفي ... مهجتي قد شاد ربعاً ومقاما
عاقب الله بأدهى صمم ... أذني إن سمعت فيك ملاما
وعشت يوم ترى ذاك البها ... مقلتي إن زارها النوم لماما
أنا من ينظر في شرع الهوى ... كل شيء ما سوى الموت حراما
فقت أهل العق طراً مثل ما ... فاق في المجد علي وتسامى
ملك راحته غيث ندى ... رشحها يخجل بالسح الغماما
وهزبر يصدم الموت إذا ... ما تنادت أسد الحرب الصداما
رب سيب فاض من أنمله ... فكفى رزق أيامي ويتامى
وعنيد كسرت صولته ... وحمام قد أذاقته حماما
ومكر كسيف شمس الضحى ... فيه وانصاع سنا الأفق ظلاما
طلعت فيه نجوم من ظبا ... وتردت عوض الليل قتاما
موقف لا يبصر الطرف به ... إن رنا إلا حساماً أو هماما
انعل الخيل بأجساد العدى ... بعد ما قد توج السمر اللهاما
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 223