نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 215
ومالي لا أشكوا الزمان وقد هوت ... بأهل النهى أحقاده والسخائم
يحار إذا ما سيل لم أخصب الفتى ... جهولاً ولم أكدى بها وهو عالم؟
وما هي إلا حكمة دون فهمها ... فلاة مطي العقل فيها روازم
تقاصرت الأوهام عنها كأنما ... عليها لتضليل العقول طلاسم
وأسلم شيء أن يقال بانها ... حظوظ قضى الباري بها ومقاسم
ألم ترني أستنهض الجد عاثراً ... وأستنطق الأقدار وهي أعاجم
وأستنتج الأيام وهي حوائل ... وأستمطر الأنواء وهي حوائم
وذنبي أني في البلاغة صادح ... وغيري في أسر الفهامة باغم
وفي الناس من يستصغر الشعر رتبة ... وما الناس لولا الشعر إلا بهائم
فبي ختمت رسل الفصاحة وانتهت ... إلى ابن أمير المؤمنين المكارم
فتى تسعد الآمال والفضل عنده ... وتشقى القنا في كفه والدراهم
بمن ذا من الأجواد يوماً أقيسه ... وقد جاز في مسعاه كعب وحاتم
أنال الخراد البيض وهي كواعب ... وأعطى عراب الخيال وهي كرائم
غدا حاكماً شرق البلاد وغربها ... وآمالنا فيما حواه حواكم
يجل صغير الأمر في عين غيره ... وتصغر في عينيه منه العظائم
أنيطت به الأحكام طفلاً وإنها ... تمائم مخصوص بهن الأكارم
نديماه يوم السلم شعر وعالم ... وخدناه يوم الروع رمح وصارم
ترج يداه للغنى وهو نافع ... ولذ بحماه آمناً وهو عاصم
تخيلته في الدست بدراً متوجاً ... ولكنه في السرج ليث ضبارم
وسأله السمر العوالي إذا عدا ... وكم حمدت سمر العوالي العوالم
إذا سار أقذى مقلة الشمس عثيراً ... وروعت الجوزا به والنعائم
وسد الفضاء الرحب بالخيل والقنا ... وضاقت به أنجاده والتهائم
وأدلج في ليل من النقع مظلم ... كواكبه فيه الظبى واللهاذم
له كل يوم غارة ينتحي بها ... أساطين من بأس العدى ودعائم
فتنفعل الأشيا له قبل كونها ... ويهزم من بعد إذا قيل قادم
فآراؤه تردي أعاديه لا القنا ... وصولته تغتالهم لا الصوارم
وذا حال من يعنى الإله بشأنه ... يعاد القضا في أمره وهو نائم
ويسعده برجيس فيما يرومه ... ويمسي وبهرام عليه يصادم
أبو الحسن الراقي من المجد منصباً ... نسيف الخوافي دونه والقوادم
وأكرم من تزجى المطايا لبابه ... وترسم في البيدا ثناه الرواسم
ترحل شهر الصوم عنا فأعلنت ... عليك المبادي بالثنا والخواتم
ولو كان معنى الصوم شرعاً موافقاً ... له لغة ما قيل إنك صائم
لأنك لا تنفك بالخير آمراً ... وكفك فيها للنوال مزاحم
لقد جردت منك السماحة مرهفاً ... تجذ به للعسر عنا غلاصم
وبحر نوال كلما عب زاخراً ... رأيت بحار الأرض وهي كظائم
إذا لم يشم في المحل برق غمامة ... فإني لبرق العرف منك لشائم
وإن لاح وجه الأرض في الجدب عابساً ... فإن ثغور الجود منك بواسم
وهاك ثناء أبرزته قريحتي ... كما أبرزت زهر الرياض الكمائم
وما كل شعر يشبه الدر نظمه ... فما الدر إلا ما أنا فيك ناظم
ولا زال مخدوماً لك الفلك الذي ... عليه مدار الأمر والسعد خادم
شعر
الشوشتري وممن نقل له صاحب (السلافة) الملا فرج الله الشوشتري قال في حقه: أحد مفلفي شعراء العجم الذي طلع نبت مقاله في روض البلاغة، ونجم علافي البلاغة شعره، فغلا في سوق الأدب سعره، ونظمه بالعربية محرز خصل الإجادة، وسأثبت مما سقاه غيث إحسانه وجاده، فمنه قوله من قصيدة مدح بها الوالد عددها مائة وثمانية وخمسون بيتاً:
ما بين دجلة والفرات مراتع ... هي للنفوس معارج وسماء
ومنازل هي للقلوب منازل ... لا جاوزتها ديمة هطلاء
لا الجزع يسليني ولا وادي الغضا ... عنها ولا النجّا ولا الدهناء
لا رامة رومي ولا حزوى ولا ... وادي النقا والخيف والخلصاء
سقت الغوادي روضها وفلاتها ... ورعت بمرعاها مهاً وظباء
أصبو إلى سكانها طول المدى ... لم تلهني خود ولا هيفاء
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 215