نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 213
(لولا لم ترق دمعاً على طللٍ) ... به اكتفى روضه عن وابل الديم
ولا قلقت لريح الشيح من شغف ... (ولا أرقت لذكر البان والعلم)
وقال في صدر قصيدة:
إن كان ذنب صبابتي لا يغفر ... فبأي نعتٍ في المحامد أشهر؟
أو كان تهيام الغرام مذمة ... فلأي معنى قيس ليلى يذكر؟
وعلام تضرب في الملا أمثاله ... وحديثه فوق الطروس يسطر؟
ومنها:
كم ذا أكتم في هواه صبابتي ... طوراً أقرَّ بها وطوراً أنكر
أعليّ لوم في معذب مهجتي ... إن قلت إن هواه لي مستأسر شعر
عبد الصمد باكثير ومن رجال (السلافة) الشيخ عبد الصمد بن عبد الله باكثير، قال في حقه: خاتمة شعراء اليمن، ونابغة العصر وباقعة الزمن، ينتهي نسبه إلى كندة، وكان كاتب الإنشاء لعمر بن بدر ملك الشحر وشاعره، وديوان شعره مشهور تتاو محاسنه ألسن الأيام والشهور، وقد وقفت عليه، وصرفت عنان النظر إليه فاصطفيت منه ما استحسنت، وأوردت منه ما أردت، ولم يزل كاتباً للأمير المشهور ثم لولده عبد الله بن عمر إلى أن توفي بالشحر عام خمس وعشرين وألف عفا الله عنه وهذا حين أُثبت ما اخترته من ديوانه والتقطته من فرائده وعقيانه ومنه قوله من قصيدة أولها:
رعيًَ لأيام تقضت بالحمى ... فزنا بها ووشاتنا غفلاء
جاد الزمان بها وأسعفنا بمن ... نهوى ولم تشعر بنا الرقباء
ومنادمي بدر على غصن على ... حقف له قلبي العميد خباء
عذب المقبل عاطر الأنفا ... س درياق النفوس شفاهه اللسعاء
متبسم عن أشنبٍ شبم له ... مهما تبسم في الدجى لألاء
ما مسك دارين بأطيب نكهةً ... منه وقد ضاعت له ريَّاء
عبر النسيم بجر فضل بروده ... فحبته من كافورها الأنداء
فتعطرت من طيب فائح نشره ... أرواحنا وسرت لنا السراء
فسقى الإله مراتع الغزلان من وادي النقا وهمت به الأنواء
وتهللت برياضها سحب الحيا ... وسرت عليها ديمةٌ وطفاء
حتى يراها الطرف أبهج روضة ... فبروقه الإصباح والإمساء
والطير عاكفة بكل حديقة ... فكأنها بلحونها قراء
والروض مبتهج الحيا فكأنه وافاه من عمر الندى إيماء
ثم خرج إلى المديح، وقوله في صدر أخرى:
هذي المرابع والكثيب الأوعس ... وظبا الخيام الآنسات الكنّس
قف بي عليها ساعة فلعل أن ... يبدو لي الخشف الأغن الألعس
فلطالما عفت الكرى عن ناظري ... شوقاً إليه ومدمعي يتبجس
ينهلِّ سحاً مثل منهمر الحيا ... فوق المحاجر مطلقاً لا يحبس
وأغن ناعس طرفه ساب الكرى ... عني فطرفي ساهر لا ينعس
أشتاقه ما لاح صبح مسفر ... في أفقه أو جن ليل حندس
ومنها:
يا عاذلي دعني وشأني إن لي ... قلباً بغير الحب لا يستأنس
لك قدرة أن لا تلوم وليس لي ... صبر به دون الهوى أتلبس
كيف السلو عن الأحبة بعدما ... دارت علي من الصبابة أكؤس
نقل الصّبا نشر الحبيب وحبذا ... نشر به ريح الصّبا تتنفس
آهاً ولا يجدي التأوُّه والأسى ... فالصبر أجمل والتجميل أكيس
وقال أيضاً:
جاد الغمام مراتع الغزلان ... ومرابع الرشأ الأغن الغاني
وسرى عليها كل أسحم هاطل ... غدق يسح بوابل هتان
يحي ربوعاً طالما لعبت بها ال ... غيد الحسان نوا عس الأجفان
من كل فاترة اللحاظ إذا رنت ... سلبت بسحر اللحظ كل جنان
فكأنما الأقمار تطلع في دجى ... ليل من المسترسل الفينان
وكأنما تلك القدود إذا انثنت ... قضب تمايل في ربى الكثبان
وبمهجتي خشف أغن مهفهف ... أصمى فؤادي إذ رن فرماني
ظبي من الأعراب في وجنتاه ... قوت القلوب وسلوة الأحزان
بالله ما طالعت طلعة وجهه ... إلا ورحت براحة النشوان
ماء الشبيبة فوق ورد خدود، ... يجري على متلهب النيران
ذابت عليه حشاشتي وجداً به ... وصبابة وجفا الكرى أجفاني
لم أنس أيام التواصل واللقا ... والشمل مجتمع بوادي البان
وقال في صدر أخرى:
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 213