نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 207
تمنى يزور الطيف طرفي وإنه ... لزور وإن كان المحب قنوعا
وأبخل خلق الله من كان باعثاً ... خيالاً لعين لا تذوق هجوعا
يكلفني فيها الهوى ما يكلف اللها ... لابن سيفا منذ كان رضيعا
شعر
عبد اللطيف المنقاري وممن نقل له صاحب (السلافة) أيضاً الأديب عبد اللطيف بن شمس الدين محمد المنقاري قال في حقه: أديب ربع أدبه آهل، نهض بأثقال المقال فما أودت له كاهل، علت شيمة بيانه وغلت، وسارت أغراض إحسانه في البلاد وأوغلت، وفاق وشي كلامه موشي البرود وأخجل العقود في تليل الكعاب الروض، فشعره أرق من عليل النسيم، إذا هب وأجدى من نوال الكريم إذا وهب، فمن رقيق كلامه، وأنيق أزهار نظامه قوله في قصيدة مدح بها بعض أعيان عصره:
هاج نار الوجد في قلب الكئيب ... بارق لاح سناه من قريب
أضرم النار وكانت خمدت ... وأثار الشوق من بعد المغيب
نبَّه اللوعة من هجعتها ... وسرى كالريح في فرط الهبوب
عاود الداء له من بعد ما ... صح منه القلب من حر اللهيب
ذكر الصب زمانا بالحمى ... مرَّ كالنجم هوى بين الشعوب
ليت شعري هل لماضي عصرنا ... من رجوع أم لدائي من طبيب
أتمنى أوبةً هيهات لا ... يرجع الماضي من العيش الخصيب
ومحال رجع عصر قد مضى ... والصبا لا يرتجى بعد المشيب
لست أنسى يوم سعدي مقبل ... بدنو الحب مع بعد الرقيب
وتعاطينا كؤوس الريق من ... ثغره المعسول خرجا بالضريب
آه لو عادت ليالي وصلنا ... ورجعنا لمنجاة الحبيب
كنت أعطي لبشيري حبة ال ... ناظر الغض وحبات القلوب
لم يخلف في فؤادي لمعة ... غير وجد وزفير ونحيب
وضلوع حشوها جمر الغضا ... ودموع العين الغيث السكوب
كدت لولا زفرتي أغرق في ... يم أجفاني من الدمع الصبيب
كلما أخفيت مكنون الهوى ... ذاعت الأدمع بالوجد المذيب
بارق لاح فلما شمته ... حن قلبي للقا أهل الكثيب
يا رعى الله غزالاً منهمُ ... طاب لي فيه انتسابي ونسيبي
ثغره يطفئ من برد اللمى ... غلة الصدر ونيران الكروب
إن بدا فالشمس تخفي خجلة ... وهلال الأفق يحنو للغروب
أو تثنى هز من قامته ... ذابلاً يهزأ بالغصن الرطيب
وإذا ما مر في حلته ... لم ير الغصن سوى شق الجيوب
مفرد في الحسن والحسنى كما ... أن مولى الوقت معدوم الضريب
شعر
محمد الجوهري وممن نقل له صاحب (السلافة) الأديب محمد الجوهري الشامي قال في حقه: ناظم جواهر الكلام، وقاطف أزهار البيان بأنامل الأقلام أخير ناف على الأوائل وسحب ذيل الفخر على سحبان وائل, وتقدم في مضمار البلاغة وما تأخر، وذلل صعاب البراعة بأدبه وسحر، لا يكلل ليراعته لسان، ولا ينكر لبراعته إحسان، فمن محاسن قوافيه، وكامل قريضه ووافيه قوله وأجاد ما أراد:
باكر رياض النيربين وماسها ... وانظر إلى الأزهار في أجناسها
مابين زنبقها الرقيق ووردها ... وبديع نرجسها الغضيض وآسها
وترنم الأطيار فوق غصونها ... تروي لطيف الوصف عن مياسها
جمعت معاني اللطف في ألحانها ... وبيان منطقها وحسن جناسها
تغنيك عن صوت المثاني عندما ... تشدو بمزهرها على جلاسها
فترى الغصون لما بها من نشوة ... تهوي إليك من السرور براسها
طاف الغدير بها فأثمر فرعها ... وغدا يخبرنا بأصل غراسها
وسرت بها ريح الصبا فنأرجت ... جلساؤها بالطيب من أنفاسها
فانهض نديمي نصطبح في ظلها ... واترك تباريح الهموم لناسها
وأجل لحاظ العين في أرجائها ... واجل الهموم هناك من وسواسها
واستحل باللذات بين رياضها ... واستجل بكراً أفرغت في كأسها
عذراء واقعها المزاج فأنتجت ... أطفال در لم ترع بنفاسها
شمس تزيد سناً إذا ما غربت ... في فيك أّولتك القوى بشماسها
من كف مياس القوام إذا مشى ... بين الغصون قضى على مياسها
أو ماس في أهل الهوى ضربت له ... أخماسها بالقهر في أسداسها
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 207