نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 172
وما اللجج الملاح بمرويات ... وتلقى الري في النطف العذاب
وقال يخاطب بعض ممدوحيه وقد أخر صلته, وقدم عليه قوماً من الشعراء في الفضيلة دونه:
أبا حسن طال المطال ولم يكن ... غريمك ممطولاً وإني لصابر
وقفت عليك النفس لا أنا واردٌ ... على طول أيامي ولا أنا صادر
إذا كنت تنسى والمذكر غائبٌ ... وتدفع أمري والمذكر حاضر
فيا ليت شعري والحوادث جمة ... متى تنجز الوعد الذي أنا ناظر
متى استبطأ العافون رفدك أم متى ... تقاضاك أثمان المحامد شاعر
لتهنئ رجالاً لا تزال تجودهم ... سحائب من كلتا يديك مواطر
عنيت بهم حتى كأنك والدٌ ... لهم وهم دوني بنوك الأصاغر
وغادرتني خلف العناية ضائعاً ... فلله ماذا يا أبن يحيى تغادرُ
أراني دهى شعري لديك اقتصاره ... عليك وإن لم تبتذله المعاشر
ولو شئت لم تذهب على حولتي ... هنات لأسماء الرجال شواهر
ولكنني أعطي الصيانة حقها ... فهل ذلك الأحرار عندك ضائر
وأنك للمرء الجلي بصيرة ... ولكن مع الأهواء تعشى البصائر
وكم أمة ورهاء قد فاز قدحها ... بما حُرمته السيدات الحرائر
سيسألني الأقوام عما أثبتني ... به فبماذا أنت أنت إياي آمر
أأخبرهم بالحق وهي شكية ... أم الإفك والإسلام عن ذلك زاجر
وإن أمرءاً باع الثناء من أمري ... فاء بحرمان وأثم الخاسر
أتحرمني الجدوى وأطريك كاذبا ... فتحظى وأشقى بالذي أنا وازر
شهدت إذاً أني لنفسي ظالم ... وإنك إن كلفتني ذاك جائر
وهبني كتمتُ الحق أو قلت غيره ... أتخفى على أهل العقول السرائر
ومدح إنساناً, فلم يثبه, ورد عليه مديحه, وقال أمدح به غيري. فقال:
رددت علي مديحي بعد مطل ... وقد دنست ملبسه الجديدا
وقلت امدح به من شئت غيري ... ومن ذا يقبل المدح الرديدا؟
ولا سيما وقد أعقبت فيه ... مخازيك اللواتي لن تبديا
وما للحي في أكفان ميت ... لبوس بعدما امتلأت صديدا
ومن فائق شعره قوله:
لعمري لقد أنكرت غير نكير ... عبوس الغوالي لابتسام قتير
كذا هنَّ لا يوقعن وداً على امرئٍ ... أطارت غراباً عنه كف مطير
وللشيب جهر والشبيبة طرة ... وليس جهير في الصبا كطرير
عزاءك عن ظبي طرير فإنه ... يعنيك إذا شيّبت غير غرير
رأيت حياة المرء بعد مشيبه ... إذا زاول الدنيا حياة أسير
خليلي هل في نهية الشيب عائض ... لمعتاضها من خبرة وخبير
وبنت نعيم في ضبابه عنبر ... تغور وطوراً في عجاج عبير
برهرهة لم تغذ إلا بناعم ... ولم تسق من ماء بغير نمير
مضمخة اللبَّات تحسب نحرها ... من المسالك والجادي نحر نحير
محجبة تحتل عليا خورنق ... تشارف أنهاراً خلال سدير
سقتني بعينيها وفيها ودلها ... خمورا لها ليست خمور عصير
من الظبيات العاطيات لمجتنى ... ثمار قلوب لا لحبِّ بذير
تغير على الجلد اللبيب فتستبي ... حجاة ولم تحمل سلاح مغير
بدر نثير من حديث تحفه ... بآخر الدجى منه بروق صبير
تم الاختيار من شعر أبن الرومي وأخباره، ويليه الاختيار من ابن المعصوم وأخباره.
شعر
ابن المعصوم هو مؤلف سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر.
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 172