نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 167
فاجمع همومك في هم تؤيده ... بالعزم إن هموم الغل شذان
واقصد بودك خلاً ليس من ضلع ... عوجاء فيها بوشك الزيغ إيذان
ومن قوله:
لا تكثرنَّ ملامة العشاق ... فكفاهم بالوجد والأشواق
إن البلاء يطاق غير مضاعف ... فإذا تضاعف كان غير مطاق
أتلومهم للنفع أم لتزيدهم ... باللوم إقلاقا على إقلاق
ما للذي أضحى يلوم أخا هوى ... أمسى صريع مواقع الأحداق
أنىَّ يعنف كل معنوف به ... يثني يديه على حشا خفاق
تهدي الحمامة والغراب لقلبه ... شجواً بساق تارة وبغاق
ويشوقه برق السحاب وإنما ... يعني ببرق المبسم البراق
متصعداً زفراته متحدراً ... عبراته أبداً قريح مآقي
لم يسق فوهُ من الثغور شفاءهُ ... فلوجنتيه من المدامع ساق
يبكي الشجيّ بدمعة مهراقة ... بل بالدماء على دم مهراق
تضحي أحبته تولى سفحه ... عند الفراق وعند كل تلاق
يجزونه طول الجفاء بأنه ... لم يخلُ من شغف مُدِرُّ فراق
شهد الوفاء وكل شيء صادق ... إن الجزاء هناك غير وفاق
أصغت إلى العشاق أذني مرة ... ومن الجميل تعاطف العشاق
فشكى الشجي من الخلي ملامة ... وشكى الوفي تلون الذواق
فدع المحب من الملامة إنها ... بئس الدواء لموجع مقلاق
لا تطفئنَّ جوى بلوم إنهُ ... كالريح تغري النار بالإحراق
وأرى رقى العذال غير نوافع ... لا سيما لمتيم مشتاق
ما للمحب إذا تفاقم داؤهُ ... غير الحبيب يزوره من راق
أخذ الإله لنا بثأر قلوبنا ... من مفعمات للبريز رشاق
رقت مياه وجوههنَّ لناظر ... وقلوبهنَّ عليه غير رقاق
يهززن أغصان تباعد بالجنى ... وتروق بالأثمارِ والإيراق
ومن البلية منظر ذو فتنةٍ ... نائي المنافع شاغف الأَنياق
ومن العجائب إن سمحنا للهوى ... بدمائنا وبخلنا بالأرياق
مزن يمطن الري عن أفواهنا ... ويجدن للأبصار بالإبراق
صيد حرمناه على إغراقنا ... في النزع والحرمان في الإغراق
ومن قوله في شكوى الحال والزمان، واستعطاف بعض الإخوان:
دع اللوم إن اللوم عون النوائب ... ولا تتجاوز فيه حد المتاعب
فما كلُّ من حط الرحال بمخفق ... ولا كل ُّمن شدَّ الرحال بكاسب
وفي الشعر كيسٌ والنفوس نفائس ... وليس بكيس بيعها بالرغائب
وما زال مأمول البقاء مفضلاً ... على الملك والأراح دون الحرائب
حضضت على حطبي لناري فلا تدع ... لك الخير تحذيري شرور المحاطب
وأنكرت إشفاقي وليس بمانعي ... ظلابي أن أبقى طلاب المكاسب
ومن يلق ما لاقيت في كل مجتنى ... من الشوك يزهد في الثمار الأطايب
أذاقتني الأسفار ما كرَّ الغنى ... إليَّ وأغراني برفض المطالب
فأصبحت في أزهد زاهد ... وإن كنت في الإثراء أرغب راغب
حريصاً جباناً أشتهي ثم أنتهي ... بلحظي جناب الرزق لحظ المراقب
ومن راح ذا حرص وجبن فإنه ... يرى المدح عاراً قبل بذل المثاوب
تنازعني رغب ورهب كلاهما ... قوي وأعيان اطلاع المغايب
فقدمت رجلاً رغبة في رغيبة ... وأخرت رجلاً رهبة للمعاطب
أخاف على نفسي وأرجو مفازها ... وأستار غيب الله دون العواقب
ألا من يريني غايتي قبل مذهبي ... ومن أين والغايات بعد المذاهب
ومن نكبة لاقيتها بعد نكبة ... رهبت اعتساف الأرض ذات المناكب
وصبري على الإقتار أيسر محملاً ... عليَّ من التغرير بعد التجارب
لقيت من البر التباريح بعدما ... لقيت من الحر بعد التجارب
سُقيت على ري به مطرة ... شغفت لبغضيها بحب المجادب
ولم أسقها بل سقاها لمكيدتي ... تحامق دهر جد بي كالملاعب
إلى الله أشكو سخف دهري فإنه ... يعابثني مذ كنت غير مطايبي
أبى أن يغيث الأرض حتى إذا ارتمت ... برحيلي أتاها بالغيوث السواكب
سقى الأرض من أجلي فأضحت مزلة ... تمايل صاحيها تمايل شارب
لتعويق سيري أو حوض مطيتي ... وإخصاب مزروّ عن المجد ناكب
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 167