نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 157
والجو كالغسق المسودّ أبيضه ... والسيف كالشفق المحمر أخضره
هو الهمام الذي صحت سيادته ... واشتقّ من أنبياء الله عنصره
همّ العدى بذهاب النور منه وما ... يطفون نوراً يريد الله يظهره
يبغون محو اسمه من صحف منصبه ... والله في لوحه المحفوظ يزبره
بغوا عليه ومن يجعل تجارته ... بضاعة البغي يوماًخاب متجره
وحاولوا الغدر فيه وهو أمنهم ... وصاحب الغدر يكفي فيه منكره
ودبروا الأمر سراً وهو متكل ... وربه فوق أيديهم يدبره
فأدركوا الويل والحزن الطويل وما ... رأوا من الأمر شيئاً سرّ منظره
فكم عزيز لهم ولت ضراغمهم ... وكم كباس خبا قد فر جؤذره
مولاي فلتهنك الدنيا وعودتها ... إليك والعيد قد وافى مبشره
وليهننا حج بيت منك دار على ... شعائر البر والمعروف مشعره
وارم العدى بجمار الذل واسع إلى ... منى وغى يرهف الضرغام منحره
وبشر الخصم أن البغي يصرعه ... ومارد الجور أن الظلم يدحره
واستجل در قريض كاد في حكم ... نظم البديع بيان المرء يسحره
ودم مدا الدهر في عز وفي شرف ... يسمو على كل من ناداك مفخره
وقال يمدح السيد منصور خان ويهنئه بختان ولده:
تلثم بالعقيق على اللآلي ... فغشى الفجر من شفق الجمال
وهز قوامه فثنى قضيباً ... إليه تنقلت دول العوالي
وقنع بالدجى شمس المحيا ... فبرقع بالضحى ليل القذال
تزاور عن خباه فثم شمس ... تبلج حولها فجر النصال
فحد عن وجنتيه فثم ورد ... حماه الهدب في شوك النبال
إلام ألام فيه ولا أحاشي ... ويرقبني الحمام ولا أبالي؟
أوري عن هواه بحب ليلى ... وفيه تغزلي وبه اشتغالي
وليل كالبنفسج بات فيه ... يشنفني رياحين الوصال
وقام إليه من ورعي وعيظ ... يعرفني الحرام من الحلال
إذا امتدت إليه يمين نفسي ... ثنيت عنانها بيد الشمال
وإني قد أميل بلحظ طرفي ... تمن أهوى ويغضي عنه بالي
وإن قامت إلى الفحشاء يوماً ... بي الشهوات تقعدني خصالي
أحب الكذب في التشبيه هزلاً ... واهوي الصدق في جد المقال
فلي وعظ أشد من الرواسي ... ولي غزل أرق من الشمال
أنا الهادي غ الشعراء هاموا ... بوادي الشعر في ليل الظلال
مجلي السابقين إلى المعاني ... وفارس بحثها يوم الجدال
تدل لدى النشيد بنات فكري ... على أدبي وتنسبني فعالي
ويشهد لي بدعوى الفضل قربي ... لدى بركات نقاد المعالي
تملكني هواه فزدت فضلاً ... وفضل العبد مكن شرف الموالي
جمال الفضل مركز نيريه ... كمال بدور أبناء الكمال
رفيع علا إلى هام الثريا ... رقى بسلالم الهمم العوالي
موفى العرض في سنن السجايا ... مبيد المال في طلب المعالي
شجاع فيه تتسع المنايا ... إذا ما كرفي ضيق المجال
إذا يدجى القتام بدا بدرع ... أرانا الشمس في ثوب الهلال
هو العدل الذي بالوصف يعنو ... له العلم المعرف بالجلال
غوامض فكره تحكي الدراري ... وطيب نثاه يرخص بالغوالي
يرى الدنيا وإن عظمت وجلت ... لديه أقل من شسع النعال
به انطلق السماح وكان رهناً ... وأضحى البخل مشدود العقال
تزين به عواطلها القوافي ... كما تتزين البيض الحوالي
فلو مس الصخور الصم يوماً ... لفجرهن بالعذب الزلال
إلى أن قال:
من القوم الذين سموا وسادوا ... على العرب الأواخر والأوالي
أثيل المجد مقصور عليهم ... وضال العز ممدود الظلال
تبين لي الحجا والجود فيه ... ونور المجد من قبل الفصال
غنيت عن الكرام به جميعاً ... وصمت الجود عن ذل السؤال
أأستسقي السحائب نازحات ... وهذا البحر معترضاً حيالي
وألقيت السلاح وما احتياجي ... وفيه تدرعي وبه اعتقالي
ألا يا أيها البطل المرجى ... لدفعي كتائب النوب العضال
ويا سيف المنون وساعديها ... وباري قوسها يوم النضال
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 157