نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 146
فافخر بما أعطاك ربك إنه ... فخر سيبقى في الزمان مسطرا
لا ينكر الإسلام ما أوليته ... بك لم يزل مستنجدا مستنصرا
وليهن مقدمك الصعيد ومن به ... ومن البشير لمكة أم القُرى
وإذا رأيت رأيت منه جنة ... لم ترض إلا جود كفك كوثرا
ولطالما اشتاقت لقربك أنفسٌ ... كادت من الأشواق أن تتفطرا
ونذرت أني إن لقيتك سالماً ... قلدت جيد الدهر هذا الجوهرا
ومالأت من طيب الثناء مجامرا ... يذكين بين يديك هذا العنبرا
فقرٌ لكل الناس فقرٌعندها ... أبداً تباع بها العقول وتشترى
تُثنى لراويها الوسائد عزةً ... ويظل في النادي بها متصدرا
مولاي مجد الدين عطفاً إن لي ... لمحبة في مثلها لا يمترى
يا من عرفت الناس حين عرفته ... وجهلتهم لما نبا وتنكرا
خلق كماء المزن منك عهدته ... ويعز عندي أن يقال تغيرا
مولاي لم أهجر جنابك عن قلى ... حاشاي من هذا الحديث المفترى
وكفرت بالرحمن إن كنت امرءاً ... أرضى لما أوليته أن يكفرا
ومن قوله يتنصل من ذنب عاتبه عليه بعض أحبابه:
أأحبابنا بالله كيف تغيرت ... خلائق غر فيكمُ وغرائزُ؟
لقد ساءني العتب الذي جاء منكم ... وإني عنه لو علمتم لعاجز
لكم عذركم أنتم سمعتم وقلتم ... ومحتملٌ ما قد سمعتم وجائز
وإن كان لي ذنب كما قد عمتم ... فما الناس إلا المحسن المتجاوز
نعم لي ذنب جئتكم منه تائبا ... كما تاب من فعل الخطيئة ماعز
على أنني لم أرض يوماً خيانة ... وهيهات لي والله عن ذاك حاجز
وبين فؤادي والسلو مهالك ... وبين جفوني والرقاد مفاوز
وإن قلت واشوقاً إلى البان والحمى ... فإني عنكم بالإشارة رامز
دعوني والواشي فإني حاضر ... وصوتي مرفوع ووجهي بارز
سيذكر ما يجري لنا من وقائع ... مشايخ تبقى بعدنا وعجائز
فما شاق قلبي غير وجهك شائق ... ولا حاز قلبي غير حبك حائز
سأكتم هذا العتب خفية شامت ... وأوهم أني بالرضى منك فائز
فلي فيك حساد وبيني وبينهم ... وقائع ليست تنقضي وهزاهز
وإني لهم في حربهم لمخادع ... أسالهم طوراً وطوراً أناجز
ومن قوله يتشوق إلى لقاء بعض أحبابه:
سلوا الركب إن وافى من الغور نحوكم ... يخبركم عن لوعتي ورسيسي
حديث به أبقيت في الركب نشوة ... لقد أسكرنهم خمرتي وكؤوسي
فلا تبعثوا لي في النسيم تحية ... فيرتاب من طيب النسيم جليسي
ولي عن يمين الغور دار عهدتني ... أميل لأقمار بها وشموس
على مثلها يبكي المحب صبابة ... فيا مقلتي لا عطر بعد عروس
وإني ليعرفوني مع الليل لوعة ... فؤادي منها في لظى ووطيس
تلوح نجوم لا أراها أحبتني ... ويطلع بدر لا أراه أنيسي
حلفت لكم يوم النوى وحلفتمُ ... بكل يمين للمحب غموس
وكنتم وعدتم في الخميس بزورة ... فكم من خميس قد مضى وخميس
وإني لأرضى كلما ترضونه ... فإن يرضكم بؤسي رضيت ببوسي
على أن لي نفساً عليَّ عزيزة ... وفي الناس عشاق بغير نفوس
ومن قوله في هذا المعنى:
أما آن للبدر المنير طلوعُ ... فتشرق أوطان لنا وربوع
فيا غائياً ما غاب إلا بوجهه ... ولي أبداً شوق له وولوع
أأحبابنا هل ذلك العيش عائد ... كما كان إذا أنتم ونحن جميعُ
وقلتم ربيع موعد الوصل بيننا ... وهذا ربيع قد مضى وربيع
لقد فنيت يا هاجرين رسائلي ... وملَّ رسولَ بيننا وشفيع
فلا تقرعوا بالعتب قلبي فإنهُ ... وحقكم مثل الزجاج صديع
سأبكي فإن تنزف دموعي عليكم ... بكيت بشعر رق فهو دموع
وما ضاع شعري فيكم حين قلته ... بلى وأبيكم ضاع فهو يضوع
وقال يمدح علاء الدين علي بن الأمير شجاع الدين جلدك التقوي:
أغصن النقا لولا القوام المهفهفُ ... لما كان يهواك المعنى المعنفُ
ويا ظبي لولا أن فيك محاسناً ... حكين الذي أهوى لما كنت توصف
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 146