responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم    جلد : 1  صفحه : 139
أنا الأسد الماضي على كل فعلة ... تمشي شفار البيض فوق الجماجم
وفي مثلها أرضيت من عزمتي المنى ... وصافحت أطراف القنا والصوارم
ولم أدر أن الدهر يخفض أهله ... إذا سكنت فيهم نفوس الضراغم
وما العيش إلا فرحة إن هجرتها ... سطوت على الدنيا بسطوة حازم
سأصبر حتى يعلم الصبر إنني ... ملكت به دفع الخطوب الهواجم
وآخذ ثاري من زمان تعرضت ... مغارمه بيني وبين المغانم
وما نام إغضاء عن الدهر صارمي ... ولكني أبقي على غير راحم
وإن أنا أهلكت الزمان فما الذي ... يصدع عزمي في صدور العظائم
وركب سروا والليل ملق جرانه ... على كل مغبر المطالع قاتم
خذوا عزمات ضاعت الأرض بينها ... فصار سراهم في ظهور العزائم
تريهم نجوم الليل ما يبتغونه ... على عاتق الشعرى وهام النعائم
وغط على الأرض الدجى فكأننا ... نفتش عن أعلامها بالمناسم
وفتية صدق من قريش إذا أنتدوا أروك عطاء المال ضربة لازم
إذا طردوا في معرك المجد قصفوا ... رماح العطايا في قلوب المراحم
وإن سحبوا خرصانهم لكريهة ... تصدع قلب الأرض عن صدر واجم
وتثبت في عليا معد غصونهم ... ثبات بنان في قلوب البراجم
أيسمح لي هذا الزمان بصاحب ... طويل نجاد السيف من آل هاشم
إذا أنا شيعت الحسام بكفه ... مضى عزم مشبوح الذراع ضبارم
إذا ضافه الهم النزيع رمى بها ... نزائع لا يعلفن غير الشكائم
ولست بمستصف سوى كل خائض ... ألأى كل بحر بالقنا متلاطم
أنامله في الحرب عشر أسنة ... ولكنها في الجود عشر غمائم
طموح إذا غض الشجاع لحاظه ... وأطرق عن برق الظبي كل شائم
أعاذل ما سمعي للومك مرتعاً ... إذا كان مصروفاً إلى غير لائم
يبثك عن ليل تعسفت متنه ... كأني أمشي في متون الأراقم
يخيل لي أن النجوم ضمائر ... يقلقل فيها خشية من عزائمي
لقيت ظلام الليل في لون مفرتي ... وفارقته والصبح في لون صارمي
أجوب آجام المنايا وأسدها ... تروعني من بينها بالهماهم
وبيني وبين القوم من آل يعرب ... ضغتئن تثنيني زهيد المطاعم
إذا ما جنوا من مالهم ثمر العلى ... جنيت المعالي من غصون اللهاذم
أغر بني فهر وعيد مجتسع ... وأي وعيد بعد وقع الصوارم؟
أيوعدنا من عطل البعض والقنا ... وأقسم لا ينجو بغير الهزائم
عشية خضنا بالضوامر ليلهم ... وفي كل جفن منهم طيف حالم
نريهم صدور السمر بين نحورهم ... فما أستيقظوا إلا بقرع الحلاقم
كأن الكرى يقتص من طول نومهم ... فيسهر منهم بالقنا كل نائم
وكم من غلام خالط البأس قلبه ... يقطع أقران الأمور الغواشم
ونحن دلفنا للأراقم فتية ... يضيقون أطراف القنا في الحيازم
تطلع من خلف الفجاج كأنما ... تطالعهم منها عيون القشاعم
إذا اشتجر الضرب الدر التقطت ... إلى الطعن أفواه النسور الحوائم
وولوا على الخيل العتاق كأنهم ... تزاحم غيم العارض المتراكم
تفيض عيون الطعن بالدم منهم ... ويغسلها فيض العيون السواجم
وله يمدح أباه ويذكر غرضاً له:
شيمي لحاظك عني ظبية الخمر ... ليس الصبا اليوم من شأني ولا وطري
مات الغرام فما أصغي إلى طرب ... ولا أربي دموع العين للسهر
من يعشق المجد لا يعنو لغانية ... في رونق الصفو ما يغني عن الكدر
شغلت بالمجد عما يستلذ به ... إذا جذبت به باعا من العمر
لا يبتعد الله من غارت ركائبهم ... وأنجد الشوق بين القلب والبصر
يا وقفة بوراء الليل أعهدها ... كانت نتيجة صدر عاقر الوطر
والوجد يغضبني قلباً أضن به ... والدمع يمنع عني لذة النظر
طرقتهم والمطايا يستراب بها ... والليل يرمقني بالأنجم الزهر
أصانع الكلب أن يبدي عقيرته ... والحي مني إذا أغفوا على غرر
وفي الخباء الذي هام الفؤاد به ... نجلاء من أعين الغزلان والبقر

نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست