نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 130
ودعتني بزفرة وأعتناق ... ثم نادت متى يكون التلاقي
وتصدت فأشرق الوجه منها ... بين تلك الجيوب والأطواق
باسقم الجفون من غير سقم ... بين عينيك مصرع العشاق
إن يوم الفراق أفظع يوم ... ليتني مت قبل يوم الفراق
ومنه قوله:
فرزت من اللقاء إلى الفراق ... فحسبي ما لقيت وما ألاقي
سقاني البين كأس الموت صرفاً ... وما ظني أموت بكف ساقي
فيا برد اللقاء على فؤادي ... أجزني اليوم من حر الفراق
ومن قوله في الحمام:
ونائح في غصون الأيك أرقني ... وما عنيت بشيء ظل يعنيه
مطوق بخضاب ما يزايله ... حتى تزاوله إحدى تراقيه
قد بات يشكو بشجوٍ ما دريت به ... وبت أشكو بشجو ليس يدريه
ومن قوله:
أناحت حمامات اللوى أم تغنت ... فأبدت دواعي قلبه ما أجنت
فديت التي كانت ولا شيء غيرها ... منى النفس لو يقضي لها ما تمنت
ومن قوله في الرياض:
وروضة عقدت أيدي الربيع بها ... نوراً بنور وتزويجاً بتزويج
بملقح من سواريها وملقحة ... وناتج من غواديها ومنتوج
توشحت بملاةٍ غير ملحمة ... من نورها ورداء غير منسوج
ومنه قوله:
وموشية يهدي إليك نسيمها ... على مفرق الأرواح مسكاً وعنبرا
سداوتها من ناصع اللون أبيض ... ولحمتها من فاقع اللون أصفرا
يلاحظ لحظاً من عيون كأنها ... فصوص من الياقوت كلمن جوهرا
ومنه قوله:
وما روضة بالحزن حاك لها الندى ... بردواً من المواشي حمر الشقائق
إذا ضاحكتها الشمس تبكي بأعين ... مكللة الأجفان صفر الحمالق
حكت أرضها لون السماء وزانها ... نجوم كأمثال النجوم الخوافق
بأطيب نشراً من خلائقه التي ... لها خضعت في الحسن زهر الخلائقد
وله أيضاً:
وروضة ورد حف بالسوسن الغض ... تحلت بلون السام والذهب المحض
رأيت بها بدراً على الأرض ماشياً ... ولم أر بدراً قط يمشي على الأرض
إلى مثلها فلتصب إن كنت صابياً ... فقد كاد منها البعض يصبو إلى بعض
وله أيضاً:
وحامله راحاً على راحة اليد ... موردة تسقى بلون مورد
متى ما ترى الإبريق للكأس راكعاً ... تصلي له من غير طهر وتسجد
على ياسمين كاللجين ونرجس ... كأطراق در في قضيب زبرجد
بتلك وهذي فاله ليلك كله ... وعنها فسل لا تسأل الناس عن غد
وله أيضاً:
أيقتلني دائي وأنت طبيبي ... قريب وهل من لا يرى بقريب
لئن خنت عهدي إنني غير خائن ... وأي محب خان عهد حبيب
وساحبة فضل الذيول كأنها ... قضيب من الريحان فوق كثيب
إذا ما بدت من خدرها قال صاحبي ... أطعني وخذ من وصايا بنصيب
وما كل ذي لب بمؤتيك نصحه ... وما كل مؤت نصحه بلبيب
يا وميض البرق بين الغمام ... لا عليها بل عليك السلام
أن في الاحداج مقصورة ... وجهها يهتك ستر الظلام
تحسب الهجر حلالا لها ... وترى الوصل عليها حرام
ما تأسيك لدار خلت ... ولشعب شت بعد التآم
وله أيضا:
تجافى النوم عن جفوني ... ولكن ليبس تجفوها الدموع
يذكرني تبسمك الأقاحي ... ويحكى لي توردك الربيع
يطير إليك من شوق فؤادي ... ولكن ليس تتركه الضلوع
كأن الشمس لما غبت غابت ... فليس لها على الدنيا طلوع
فما لي من تذكرك امتناع ... ودون لقائك الحصن المنيع
إذا لم تستطيع شيئافدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع
وله أيضا:
يا وجه معتذر ومقلة ظالم ... كم من دم ظلماً سفكت بلا دم
أوجدت وصلي في الكتاب محرما ... ووجدت قتلي فيه غير محرم
كم جنة لك قد سكنت ظلالها ... متفكها في لذة وتنعم
وشربت من خمر العيون تعللاً ... فإذا انتشيت أجود جود المرزم
"وإذا صحوت فما اقصر عن ندى ... وكما علمت شمائلي وتكرمي"
وله أيضا:
حال الزمان فبدل الآمالا ... وكسى المشيب مفارقاً وقذالا
غنيت غواني الحي عنك وربما ... طلعت إليك أكلة وحجالا
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 130