نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 117
إذا انفردت وما شوركت في صفة ... فحسبنا الوصف إيضاحا وتبيينا
يا جنة الخلد بدلنا بسدرتها ... والكوثر العذب زقوماً وغسلينا
كأننا لم نبت والوصل ثالثنا ... والسعد قد غض من اجفان واشينا
أن كان قد عز في الدنيا اللقاء ففي ... مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا
سران في خاطر الظلماء يكتمنا ... حتى يكاد لسان الصبح يفشينا
لاغرو في أن ذكرنا الحزن حين نهت ... عنه النهى وتركنا الصبر ناسينا
إذا قرأنا الأسى يوم النوى سوراً ... مكتوبة وأخذنا الصبر تلقينا
أما هواك فلم نعدل بمنهله ... شرباً وان كان يروينا فيطمينا
لم نجف أفق جمال أنت كوكبه ... سالين عنه ولم نهجزه قالينا
ولا اختياراً تجنبناه عن كثب ... لكن عدتنا على كره عوادينا
دومي على العهد ما دمنا محافظة ... فالحر من دان انصافا كما دينا
فما استعضنا خليلا منك يحبسنا ... ولا استفدنا حبيباً عنك يثنينا
ولو صبا نحوك من علو مطلعه ... بدر الدجى لم يكن حاشاك يصبينا
أبكي وفاءً وان لم تبذلي صلة ... فالذكر يقنعنا والطيف يكفينا
وفي الجواب متاع لو شغفت به ... بيض الأيادي التي ما زلت تولينا
عليك مني سلام الله ما بقيت ... صبابة بك نخفيها فتخفينا
تم الاختيار ن شعر ابن زيدون وأخباره ويليه الاختيار من شعر ابن شرف وأخباره.
شعر
ابن شرف قال صاحب قلائد العقيان: هو الحكيم الأديب أبو الفضل بن شرف الناظم، الناثر، الكثير المعالي والمآثر، الذي لا يدرك باعه، لا يترك اقتفاؤه وإتباعه، أن نثر رأيت بحراً يزخر، وان نظم قلد الأجياد دراً تتباهى به وتفخر، وان تكلم في علوم الأوائل بهرج الأذهان والألباب، وولج منها في كل باب، وهو اليوم بدر هذه الآفاق، وموقف الاختلاف والاتفاق مع جري في ميدان الطلب إلى منتهاه، وتصرف بين سماكه وسهاه، وتصانيف في الحكم ألف منها ما ألف، وتقدم فيها وما تخلف، فمنها كتابه المسمى ب (سر البر) وجزؤه الملقب ب (نجح النصح) وسواها من تصانيف اشتمل عليها الأوان وحواها. فمن حكمه قوله: العالم مع العلم كالناظر في البحر يستعظم منه ما يرى، وما غاب عنه أكثر. ومنها: لولا التسويف كثر العلم؟ ومنها: الفاضل في الزمن السوء كالمصباح في البراح قد كان يضيء لو تركته الرياح، ومنها: لا تكن بالحال المتزايدة أغبط منك بالحال المتناهية، فالقمر آخر إبداره أول إدباره. ومنها: لاتكن بقلبلك أغبط منك بكثير غيرك، فان الحي برجليه، وهما ثنتان أقوى من الميت على أقدام الحملة، وهما ثمان. ومنها: الملتبس بمال السلطان كالسفينة في البحر أن أدخلت بعضه في جوفها أدخل جميعها في جوفه. ومنها: التعليم فلاحة الأذهان، وليس كل ارض منبتة. ومنها: الجازم من شك فروى، وأيقن فبادر. ومنها: قول الحق من كرم العنصر كالمرآة كلما كرم حديدها أرت حقائق الصفات. ومنها: رب مسامح بالعطاء على باخل بالقبول. ومنها: ليس المحروم من سئل فلم يعط، وإنما المحروم من أعطي فلم يقبل.
ومنها: يا ابن آدم تذم أهل زمانك وأنت منهم، كأنك وحدك البريء كلا بل جنيت وجني عليك، فذكرت ما لديهم، ونسيت ما لديك. ومنها: اعلم أن الفاضل الذكي لا يرتفع أمره، أو يظهر قدره كالسراج لا تظهر أنواره أو يرفع مناره، والناقص الدنيء لا يبلغ نفعه إلا كهوجل السفينة لا ينتفع بضبطه إلا بعد الغاية في حطه. ومن بديع قوله في قصيدة أولها:
تخطو فتولي ذيول العصب والحبر ... ضعيفة الخطو والميثاق والنظر
تخطو فتولي الحصى من حليها نبذا ... وتخلط العنبر الوردي بالعفر
غيري الخلي بما تبديه من قلق ... في الوشح أو غصص تخفيه في الازر
لم أدر هل الخلخال من غضب ... عليه أم لعب الزنار من أشر
تلفتت عن طلى وسنان وابتسمت ... عن واضح مثل نور الروضة العطر
أن نلت رياه لم أطمع بمطعمه ... لأن روض الصبا نور بلا ثمر
ما لذ للعين نوم بعد ما ذكرت ... ليلاً سمرناه بين الضال والسمر
تساقط الطل من فوق النحور ربه ... تساقط الدر في اللبات والثغر
ومفرق الليل قد شابت ذوائبه ... فيت أدعو له بالطول في العمر
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 117