نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 111
ولا أعرف الفحشاء إلا بوصفها ... ولا أنطق العوراء والقلب مغضب
تحلم عن كر القوارض شيمتي ... كأن معيد المدح بالذم مطنب
لساني حصاة يقرع الجهل بالحجا ... إذا نال مني العاضه المتوثب
ولست براض أن تمس عزائمي ... فضالات ما يعطي الزمان ويسلب
غرائب آداب حباني بحفظها ... زماني وصرف الدهر نعم المؤدب
تريشنا الأيام ثم تهيضنا ... إلا نعم ذا البادي وبئس المعقب
نهيتك عن طبع اللئام فإنني ... أرى البخل يأتي والمكارم تطلب
تعلم فان الجود في الناس فطنة ... تناقلها الأحرار والطبع أغلب
ولعلي الكيلاني:
تأمل ولا تعجل بما أنت باغيا ... وكن لازماً للعدل لا تك باغيا
وجاز الذي أسدى الجميل بمثله ... وسيئه فاجز مسيئاً وعاتيا
ولن جانباً للخل وارع وداده ... ووف بمكيال الذي كان وافيا
ورغ عند رواغ وزغ عند زائغ ... ومع مستقيم العدل كن متساويا
تحل بحسن الخلق للخلق كلهم ... وكن سهلا صعبا فوراً مواتياً
ودار جميع الناس ما دمت بينهم ... وكن تابعاً حقاً نبيلاً مداريا
تحمل لجور الجار وارع جواره ... وواصل ذوي الأرحام واجف المجافيا
وكن بإله الناس ظنك محسناً ... وبالناس سوء الظن دوماً مراعيا
لتعلم أن الناس لا خير فيهم ... ولا بد منهم فالتبسهم مزاويا
وان تبد يوماً بالنصيحة لامرئ ... بتهمته اياك كان مجازيا
وان تتحلى بالسماحة والسخا ... يقال سفيه أخرق ليس واعيا
فإن أمسكت كفاك حال ضرورة ... يقال شحيح ممسك لا مواسيا
وان كنت مقداماً لكل ملمة ... يقال عجول طائش العقل ولاهيا
وان تتغاض باعتزالك عنهم ... يخالوك من كبر وتيه مجافيا
وان تتدان منهم لتألف ... يظنوك خداعاً كذوباً مرائيا
ترى الظلم منهم كامناً في نفوسهم ... كذا غدرهم في طبعهم متواريا
وفي قوة الإنسان يظهر ظلمه ... وفي عجزه يبقى كما كان خافيا
وهيهات تنجو من غوائل فعلهم ... وأقوالهم مهما تكن متحاشيا
فمن رام إرضاء الأنام بقوله ... وفعل غدا للمستحيل معانيا
ومن ذا الذي أرضى الخلائق كلهم ... رسولاً نبياً أو ولياً وقاضيا
وأعظم من ذا خالق الخلق هل ترى ... جميع الورى في قسمة منه راضيا
إذا كان رب الخلق لم يرض خلقه ... فكيف بمخلوق رضاهم مراجيا؟
فلازم رضى رب العباد إذن ولا ... تبال بمخلوق إذا كنت زاكيا
وسدد وقارب ما استطعت فإنما ... يكلف عبد فعل ما كان قاويا
ولأبي العتاهية:
اسلك بني مناهج السادات ... وتخلقن بأشراف العادات
لا تلهينك عن معادك لذة ... تفنى وتورث دائم الحسرات
أن السعيد غداً زهيد قانع ... عبد الإله بأخلص النيات
أقم الصلاة لوقتها بشروطها ... فمن الضلال تفاوت الميقات
وإذا اتسعت برزق ربك فاجعلن ... منه الأجل لأوجه الصدقات
في الأقربين وفي الأباعد تارة ... أن الزكاة قرينة الصلوات
وارع الجوار لأهله متبرعاً ... بقضاء ما طلبوا من الحاجات
واخفض جناحك أن منحت إمارة ... وارغب بنفسك عن ردى اللذات
يليها الاختيار من شعر لبيد بن ربيعة: شعر
لبيد بن ربيعة يقول جامع هذا المجموع: عذراً فإني لم أظفر بترجمة لبيد بن ربيعة ومعلقته وقتئذ فأحببت ذكرها هنا لئلا يخلو المجموع منها.
هو أبو عقيل لبيد بن ربيعة العامري رضي الله عنه، أحد أشراف الشعراء المجيدين، وهو من بني عامر بن صعصعة إحدى بطون هوازن من مضر، وأمه عبسية. نشأ لبيد جواداً شجاعاً فاتكا، أما الجود فورثه من أبيه الملقب ربيعة المعتزين، وأما الشجاعة والفتك، فهما خصلتا قبيلته إذا كان عمه ملاعب الأسنة أحد فرسان مضر في الجاهلية، وأسلم وحسن إسلامه وترك قول الشعر في الإسلام، فلما ولي الخلافة عمر بن الخطاب رضي لله عنه أمر أن يحصى ما قيل من الشعر في الإسلام، فسأل لبيد عما قال من الشعر في الإسلام، فكتب سورة البقرة وآل عمران وكتب تحتها:
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 111