المذيذ: الخبز الممروت، والمديد: دقيق الشعير الممزوج بالماء، وتمرغ بعد العلف على الرمل أو التراب الناعم، وتسير شوطاً أو شوطين بالغدو والعشي إلى أن تعرق آذانها، ويسمون عرق الخيل صراحاً، وهذا الاسم مخصوص بعرق الخيل. قال أبو النجم:
نطويه والطي الرفيق يجدله ... نظمئ الشحم ولسنا نهزله
أي: نعتصر ماء بدنه بالتعريق حتى يذهب رهله ويكتنز لحمه. قال عدي بن زيد:
فزلقته حتى ترفع لحمه ... أداويه مكنوباً وأركب وادعا
سئل بعض أرباب الخيل متى بتلغ الخيل الغاية من التضمير فقال: إذا ذبل فريدها، وتفلقت غرورها، وبدا حصيرها، واسترخت شاكلتها.
الفريد: موضع محسة أعراف الخيل، والغرور: الغضون في جلدها، وتفلقت: انفتحت، والحصير: العصبة التي على أضلاع الجنب مما يلي الصلب، والشاكلة: الطفطفة، فإذا تمت مدة التضمير وقرب وقت الرهان ترسل من غاية نظير الغاية التي وقع الرهان عليها، فإن قطعتها ولم يضطرب منخرها وخاصرتها فقد تم تضميرها، وإلا تزداد منه حتى تقطعها بدون اضطراب، فإذا تعب ونزل عنه يمسح وجهه ودخل منخريه وتحت عسيبه ومراق بطنه بخرقة مبلولة بماء، ثم يقاد برفق كثير، ويترك قدر ساعة، ويقاد ثانياً إلى أن يبول، وعلامة جودة جريه أن يسمو بعنقه ويثبت رأسه، فلا يستعين به في حضره، وأن يجمع قوائمه فلا يفرقها، ويبسط يديه جميعاً ويقبض برجليه، كأنه يرفع قائمة واحدة وحافراً واحداً، ويمتد في الجري ولا يختلط. وأن يكون حضر الإناث وثباً باجتماع القوائم، ويجب أن يكون السرج واللجام خفيفين، والركب قصيرة، والحزم غير مشدودة قوياً، والراكب خفيفاً مدرباً، لا يضطرب على ظهرها، ولا يضر بها ولا يلح عليها بالمهماز، ولا ينتصب بقامته، بل منحنياً على القربوس الأول قليلاً، لأن شد الحزام ينبغي أن يكون بحذاقة تامة، ولذا كانوا يخاطرون عليه.
وعن الأصمعي: أن مدى الغاية للجذعان أربعون غلوة، وللثنيان ستون وللربعان ثمانون، وللقرح مئة، وهي اثنا عشر ميلاً ولا يجري من أكثر من ذلك.
الفصل السادس في معالجة بعض أمراضها، وإن كانت مذكورة في كتب البيطرة
(الجرب) : ينفعه ساق الحمام والقلي والعفص وجوز السرو ودخان الفرن وبعر المعز مفردة ومجموعة كبوسات، وكذا الرماد مع الملح وورق الدفل.
(الجنون) : وتحريك الرأس وثقل الحركة.
(والمغلة) : ينفعها فصد الودجين: أو البارذنكين وهما عرقان من جانبي الدماغ مما يلي الأذن. وينفع المغلة - وسببها: أكل التراب مع البقل، أو: أكل فضلات الدجاج - احتمال فتائل من الحنتيت والحنظل، ونفخ شيء من الفلفل في إحليل الذكر وفرج الأنثى في ماسورة، وسقي ماء الحلبة، أو تكوى ثلاث لدغات بالميسم خلف السرة.
(اليرقان) : ينفع فيه فصد عرق الرأس إن اشتدت صفرة العين وإلا بعرف الذنب، وينفع فيه أيضاً: طبخ بزر الهندبا والراوند الصيني بالخمر شرباً أو سعوطاً.
(الكوكب) : ما يجتمع من البخار عند الكتف ويبرز، وعلاجه التليين بالسمن إن كان صلباً ثم البضع.
(الضفدع) : وهو تكون عروق خضر كصورة الضفدع تحت اللسان، وعلاجها الفصد فيها، وتكبس بالخبز المطبوخ بمرق الضفدع أو أكله.
(الخالد) : يفعل في جلد الفرس ما يفعل الحيون المعروف في الأرض، وأكثر ما يعتريها في اللبات والمراق من علبة السوداء والمشي في الحر، وعلاجه الشق واستخراجه، والكي بعد القطع؛ لئلا يعود، أو: التعفين بالسلق والسمن، أو: الفصد في الأذرعان، ويحشى بالأشق والسمن والجير، أو شرب الدبس ببزر الريحان والهندبا والقطونا أياماً.
(اللزز) : انضغاط تشنج مع الأضلاع يعسر معه النفس، وعلاجه: كي الخواصر والبطن برجل غراب والرأس واللية كيف اتفق.
(تثبت الفصوص) : وهو ارتخاء العظام التي تحت الرمانة من البرد أو المشي في الثلج، وعلاجه: لصق الزفت مع جوز السرو والفلفل.
(الحميات) : ينفع فيها فصد الودجين وشرب رماد قصب السكر والاحتقان بالزيت والكمون واللبن والسيرج والأبهل والخمر.
(ضعف الكلى) وعلامته حمرة البول وذبول الجلد والشعر، وينفعه: الكي مما يلي الذكر إلى ملتقى الأضلاع ستة من كل جانب بين كل اثنين نحو إصبعين. وشرب أصل السوس بالسكر وجعل الكسفرة بعد العلف.
(الخفقان ووجع القلب) : هما كالمغلة، وينفع منهما رماد قصب السكر بالزعفران.