responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نخبة عقد الأجياد في الصافنات الجياد نویسنده : الجزائري، محمد بن عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 54
لها في المدى سبق إلى كل غاية ... كأن لها سبقاً يفوق عزائمي
وهمة نفس نزهتها عن الوجى ... فيا عجباً حتى العلا في البهائم
فلقيه أبو حاتم الحجازي مع جماعة على فرس في غاية الضعف وشدة الوجى، فقال له: يا أبا تمام أنشدني قولك وتحتي ريح الأبيات ... ، فلما أنشدها، قال أبو حاتم لجماعته: ناشدتكم الله أيجوز لحجام على فرس رمكة هزيلة عرجاء رذيلة أن يمدحها بهذه الأبيات؟ فضحك الجماعة عليه وانطلق أبو تمام يسب أبا حاتم من شدة الغيظ، وقال محمد بن الأنباري سمعت البحتري يقول أنشدني أبو تمام نفسه:
وسابحٍ هطل التعداء هتانِ ... على الجراء أمين غير خوان
أظمى الفصوص ولم تظمأ قوائمه ... فخل عينيك في ظمآن ريان
فلو تراه مشيحاً والحصى قلق ... بين السنابك من مثنى ووحدان
ومنها أن يكون الرسغ قصيراً قال لبيد:
ولقد أغدو وما يعدمني ... صاحب غير طويل المحتبل
المحتبل: محل وضع الحبل، وهو الرسغ.
ومنها أن تكون اللحمة التي في باطن الحافر المسماة بالنسر صلبة يابسة، قال الشماخ:
مفج الحوامي عن نسور كأنها ... نوى القسب ترت عن جريم ملجلج
التر: السقوط، والجريم: المصروم، والملجلج: ما مضغ ثم قذف به لصلابته.
وقال ابن دريد:
ركبن في حواشب مكتنةٍ ... إلى نسورٍ مثل ملفوظ النوى
وقال سلمة بن الخوشب:
عدوت بها تدافعني سبوحٌ ... فراش نسورها عجم جريم
وقال العجاج: في رسغ لا يشتكي الحوشبا=مستبطناً من الصميم عصبا الحوشب: حشو الحافر، والذي يكون فيه يسمى الجبة، وما بين اللحم والعصب يسمى: دخيساً، وقال علقمة بن عبدة:
سلاءة كعصي الهند غل لها ... ذو فيئة من نوى قران معجوم
أي لها في بطون حوافرها نسور صلاب كأنها نوى قران.
ومنها أن يكون شعر بدنها رقيقاً قصيراً، قال طفيل بن عوف الغنوي:
وبيتٍ تهب الريح في حجراته ... بأرض عضاة بانه لم يحجب
سمادته أثمال برد مفوف ... وصهوته من اتحمي مصعب
وأطنابه أرسان جرد كأنها ... صدور القنا من باديء ومعقب
يكف على قومٍ تدور رماحهم ... عروق الأعادي من غرير وأشيب
وفينا ترى الطولى وكل سميدعٍ ... مدربٍ حربٍ وابن كل مدرب
طويل نجاد السيف لم يرض خطةً ... من الخسف خواض إلى الموت محرب
وفينا رباط الخيل كل مطهم ... وخيل كسرحان الغضا المتأوب
تباري تراخيها الزجاج كأنها ... ضراء أحست تبأة من مكلب
مغاور من آل الوجيه ولاحق ... عناجيج فيها لذة لمعقب
وكمت مدممة كأن متونها ... جرى فوقها واستشعرت لون مذهب
وآذانها وحف كأن ذيولها ... تجر أشاء من سميحة مطرب
وهضن الحصا حتى كأن رضاضه ... ذرى برد من وابل متحلب
الحجرات: جمع حجرة، بضم الحاء المهملة وسكون الجيم، والعضاهة: الشجرة العظيمة، والوجيه واللاحق: اسمان لفرسين مشهورين، والعناجيج: جياد الخيل، والمدممة: شدة الحمرة المشابهة للدم، والمتن: الظهر، وقال امرؤ القيس:
وقد أغتدي والطير في وكناتها ... بمنجردٍ قيد الأوابد هيكل
مكر مفر مقبل مدبر معاً ... كجلمود صخرٍ حطه السيل من عل
وقال أيضاً:
وقد أغتدي والطير في وكناتها ... بمنجرد عبل اليدين قبيض
وقال:
وقد أغتدي والطير في وكناتها ... وماء الندى يجري على كل مذنب
وقال الأسدي في مقصورته:
وقد أغتدي في سفور الصباح ... بأجرد كالسيل عبل الشوى
له كفل أيد مشرف ... وأعمدة لا تشكي الوجى
وأذن مؤللة حشرة ... وشدق رحاب وجوف هوا
ولحيان مدا إلى منخر ... رحيب وعوج طوال الخطا
له تسعة طلن من بعد أن ... قصرت له تسعة في الشوى
وسبع عرين وسبع كسين ... وخمس رداءٍ وخمس ظما
وسبع قربن وسبع بعد ... ن منه فما فيه عيب يرى
وسبع غلاظ وسبع رقاق ... وصهوة عير ومتن خطا
حديد الثماني عريض الثماني ... شديد الصفاق شديد الظما
وفيه من الطير خمس فمن ... رأى مثله فرساً يقتنى
غرابان فوق قطاة له ... ونسر ويعسوبه قد بدا

نام کتاب : نخبة عقد الأجياد في الصافنات الجياد نویسنده : الجزائري، محمد بن عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست