responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نثر الدر في المحاضرات نویسنده : الآبي    جلد : 5  صفحه : 47
فِي وَاحِدَة منهُن. وَزَعَمت أَنِّي إِن لم ألقهُم فِي يَوْم كَذَا أشرعْت إِلَى صَدْر الرُّمْح. فَلَو فعلت لَقلَبْتُ إِلَيْك ظَهْرْ المِجّنِّ وَالسَّلَام. وَوجه الحجاجُ إِلَيْهِ الجراحَ بن عَبْد الله يستبطئُه فِي مناجَزة الْقَوْم. وَكتب إِلَيْهِ: أما بعد. فَإنَّك جَبيتَ الْخراج بالعلل، وتحصنتَ بالخنادق، وطاولت الْقَوْم وَأَنت أعزُّ ناصراً، وَأكْثر عَددا. وَمَا أظنُّ بك مَعَ هَذَا مَعْصِيّة وَلَا جبْناً، وَلَكِنَّك اتخذتهم أُكْلاً. وَكَانَ بقاؤهم أيْسرَ عَلَيْك من قِتَالهمْ. فناجزْهم، وَإِلَّا أنْكرتني. والسلامُ. فَقَالَ الْمُهلب للجراح: يَا أَبَا عقبَة. وَالله مَا تركتُ حِيلَة إِلاَّ احتلْتُها، وَلَا مكيدة إِلَّا أعُملتُها. وَمَا العجبُ من إبطاء النَّصْر، وتراخي الظفر، وَلَكِن الْعجب أَن يكون الرأيُ لمنْ يملُكه دون مَن يبصرهُ. ثمَّ ناهضهم ثَلَاثَة أَيَّام يُغاديهم الْقِتَال، وَلَا يزالُون كَذَلِك إِلَى الْعَصْر، حَتَّى قَالَ الْجراح: قد أعذرت وينصرفُ أصحابهُ. وبهم قَرْح، وبالخوارج قَرْح، وَقتل. وَكتب الْمُهلب إِلَى الْحجَّاج: أَتَانِي كتابُك: تستبطئُني فِي لِقَاء الْقَوْم. على أَنَّك لَا تُظنُّ بِي مَعْصِيّة وَلَا جبْناً. وَقد عاتبْتني مُعاتبة الجَبان، وواعدتني وعيدَ العَاصِي. فسل الْجراح. وَالسَّلَام. وَكتب إِلَيْهِ الحجاجُ: أما بعد. فَإنَّك تتراخى عَن الْحَرْب حَتَّى يأْتيك رُسلي فيرجعوا بُعذْرك، وَذَاكَ أَنَّك تُمسك حَتَّى تَبرأ الجِرَاحُ، وتُنَسى القتْلى، ويجُمَّ الناسُ، تلْقاهم فتحتملَ مِنْهُم مثْلَ مَا يحْتَملُونَ مِنْك من وْحشة الْقَتْل، وألمِ الْجراح. وَلَو كُنت تلْقاهُم بذلك الجِد لَكَانَ الداءُ قدْ حُسِم، والقرنُ قد قُصِم. ولعَمْرِي مَا أنْت والقومُ سَوَاء، لِأَن مِنْ ورائك رجِالاً. وأمامك أَمْوَالًا. وَلَيْسَ للْقَوْم إِلَّا مَا مَعَهم،؟ وَلَا يُدرَكُ الوجيفُ. بالدبيبِ وَلَا الظفَر بالتعذير. فَكتب الْمُهلب إِلَيْهِ: أما بعدُ. فإنِّي لم أعْط رسلك على قَول الحقِّ أجرا، وَلم أحتج مِنْهُم مَعَ الشاهدة إِلَى تلقين ذكرت أَنِّي أجُمُّ الْقَوْم، وَلَا بُد من رَاحَة

نام کتاب : نثر الدر في المحاضرات نویسنده : الآبي    جلد : 5  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست