responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نثر الدر في المحاضرات نویسنده : الآبي    جلد : 5  صفحه : 107
فَكتب إِلَى المأْمون: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ. قد أكْرم الله أهل جنَّتِه بِأَن أطاف عَلَيْهِم الغِلْمانَ فِي وَقت كرامته، لفضلِهم فِي الخِدمةِ على الْجَوَارِي، وامتنَّ عَلَيْهِم بذلك. فَمَا الَّذِي بَلغنِي عَاجلا مِن طلب هَذِه الكرامةِ المخصوصِ بهَا أهلُ القُرْبة عِنْد الله؟ ؟ فَوَقع الْمَأْمُون: اذكْر يَا يحيى مِنْ كتاب الله مَا كُنَّا عَنهُ غافلين، فَلَا يُعْترضُ عَلَيْهِ فِيمَا يقدّر من الأرزاق فِي فرْضِه، وَلَا لمبْلغهم فِي العِدادِ، وقُرْب الْوَلَاء، فإنَّ أَمِير الْمُؤمنِينَ يحبُّ مَا أحبَّ اللهُ، ويرضْاهُ لخاصته. وَكَانَ لَهُ من المأْمون محلٌّ عَظِيم. وَذكر بختيشوعُ أَنه سمع المأْمون يَقُول - لما جَاوز الدّرب بالرقة: يَا أَيهَا النَّاس إِنِّي لَا آمنُ الحِدْثان، فَإِن كَانَ فيحيى بنُ أكْثم معكُمْ حَتَّى نُبلغكُم مأْمنكُم، ثمَّ تختارُون لأنفسكم. وَرفع مُحَمَّد بنُ عمرَان صاحبُ الْبَرِيد إِلَى الْمَأْمُون ذكر خوْض النَّاس فِي يحيى بن أَكْثَم وَمَا يَقُولُونَ فِي تهتكه. فَدَعَا بِهِ، ثمَّ قَالَ لَهُ: كم تكْثِرُ عَليّ فِي أَمر يحيى؟ رجل فسد عَلَيْهِ عضْوٌ من أَعْضَائِهِ، وَصلح لي؟ أأْستفْسِد؟ ثمَّ سخط عَلَيْهِ. وَكتب فِي مَعْنَاهُ كتابا طَويلا إِلَى إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم من الثَّغْر يَقُول لِأَبِيهِ: فَلَمَّا استشفَّ أميرُ الْمُؤمنِينَ حَاله وَسيرَته ألفاهُ بَعيدا من الْإِيمَان، قَرِيبا من الْكفْر، لِهجاً باللّواط، مْؤثراً لِلْحَرَامِ على الْحَلَال، قد أعلن الفِسق، وَأظْهر المُرُوق، وجاهر بِالْمَعَاصِي، وأظْهر الملاهي، ورخّص فِي الدَّنِّ، وَخَالف دين الْمُسلمين، فَرَأى أميرُ الْمُؤمنِينَ أَن إخراجهُ من عسْكره، وَبعده من جواره، أسلمُ لَهُ، أصْرف للمكروه عَنهُ، فأسْلُبهُ - قبحهُ اللهُ - القنا والقلْنسُوة، وخُذْ مِنْهُ السَّيف. وَكَانَ المأْمون قد أَمر بِأَن يفْرض لَهُ الحُدود، وَكَانَ الكاتبُ الَّذِي أمرِ فْرضهم يُقَال لَهُ زيدٌ فَقَالَ فِيهِ بعضُهم: يَا زيدُ يَا صَاحب فرْض الْفراش ... أكلُّ هَذَا طلبا للمعاش؟ مَالِي أرى يَا زيدُ حمْلائكُمثبتتْ فِي الدِّفْتر قبل الكباش وَلما خرج المأْمونُ إِلَى الأُردنِّ - وَيحيى مَعَه - شكا الحمالُ الغلمان، وَقَالَ المأُمون: إِنَّه يتظافرُون من محْمل إِلَى محمل، فَقَالَ لَهُ المأْمون: لم لَا تنهاهم؟

نام کتاب : نثر الدر في المحاضرات نویسنده : الآبي    جلد : 5  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست