responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملامح يونانية في الأدب العربي نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 66
فقد قمر سيد لقمان، وكان شرط خصمه أن يشرب ماء النهر، وبعل بالأمر، فقال له لقمان: لا تغتم فإن لك عندي فرجا، قال: وما هو؟ إذا قال لك الرجل أشرب ما في هذا النهر فقل له أشرب ما بين الضفتين أو المد الذي يجيء؟ فإنه سيقول لك: أشرب ما بين الضفتين، فإذا قال لك فقل له: احبس عني المد حتى أشرب ما بين الضفتين، فإنه لا يستطيع أن يحبس عنك المد [1] ، ففعل ذلك سيده ونجا من الغرم. والفرق بين هذه الرواية وما ورد في سيرة إيسوب أن سيد إيسوب، كان في حال سكر، لا في جولة ميسر، وأنه تعهد بأن يشرب البحر، فأشار عليه إيسوب أن يقول لمن طالبه بالوفاء: ثمة أنهار كثيرة وجداول تصب في البحر، فأوقفوها عن الانصباب فيه لكي أشرب ماءه ([2]) ".
وإذا كانت شخصية لقمان تقترب من شخصية إيسوب، فإن حكمة لقمان جاءت أقرب إلى حكمة أحيقار الحكيم البابلي، وهذه مسألة لست أنوي أن أقف عندها، فأنها خارجة عن نطاق هذا البحث [3] ولا ريب في أن هؤلاء الثلاثة يمثلون جوانب هامة من الأدب الحكمي في الشرق والغرب، ويقف لقمان حلقة وصل بين الحكيمين الآخرين. وحين نقرأ أن بعض أهل الجاهلية كان يحمل مجلة لقمان يثور لدينا هذا السؤال: أترى مجلة لقمان هذه كانت شيئا شبيها بأقوال أحيقار أو بخرافات إيسوب؟
ويبدو أننا بالنظر إلى أدب إيسوب أمام فرضية مقبولة: وهي أن ذلك الأدب كان معروفا لدى العرب في الجاهلية عن طريق اللغة الآرامية وعن طريق نصارى الحيرة بالذات [4] ، فنحن نجد نماذج من الخرافات والأمثال الجاهلية مضمنة أيضا في أدب إيسوب، ولكن علينا أن نأخذ الشاهد بحذر، فقد أثبتت الكشوف الحديثة أن بعض

[1] مختار الحكم: 260 - 261 وأخبار الأذكياء: 16 - 17.
[2] دالي: 64 - 66.
[3] عن أحيقار انظر:
F. Conybeare، J. Rendel Harris and Agnes Smith Levis: The Story of Ahikar، 2 nd ed. Cambridge، 1913.
وأنيس فريحة: أحيقار: حكيم من الشرق الأدنى، بيروت 1962.
[4] عبد المجيد عابدين: الأمثال في النثر العربي القديم: وانظر:
Jewish Encyclopaedea 1: 221، 5: 324.
نام کتاب : ملامح يونانية في الأدب العربي نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست