responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملامح يونانية في الأدب العربي نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 60
أن كليهما يحسن الإجابة الحادة المسكتة ويستطيع أن يفاجئ السائل غير ما قد يتوقعه من جواب، فإذا سأل: من أين أنت؟ (مثلا) قال: من أبي وأمي [1] .
ويتصور إن البطلان الشاعر أوميرس نموذجا للطريقة اليونانية لدى الشعراء، فهو إذا هاتره أحدهم لم يهجه مباشرة وإنما رد نازعا بمثل خرافي، فقد جاءه مرة أبانو الماجن فقال: اهجني بهجائك إذا لم أكن أهلا لمديحك، فقال اوميرس: لست فاعلا ذلك أبدا، فقال له: إني أمضي إلى رؤساء اليونانيين وأشعرهم بنكولك، فقال له مرتجلا: بلغنا أن كلبا حاول قتال أسد بجزيرة قبرص، فامتنع الأسد أنفة منه، فقال له الكلب: إني لأشعر السباع بضعفك، فقال السبع: لأن تعيرني الأسد بالنكول عن مبارزتك أحب إلي من أن ألوث شاربي بدمك [2] (وهي القصة التي تروى عن الحمار والخنزير البري عند فايدرس [1]: 29) [3] .
ومرة أخرى لجأ أوميرس إلى هذه الطريقة نفسها حين افتخر عليه إبرخس (Hipparchus) الشاعر بكثرة الشعر وسرعة العمل وعيره ببطء عمله وقلة شعره، فقال أوميرس: بلغنا أن خنزيرة بإنطاكية عيرت لبوة بطول زمان حملها وقلة الولد فافتخرت عليها بضد ذلك، فقالت اللبوة: لقد صدقت، إني ألد الولد بعد الولد، ولكن أسد [4] (وتروى عن اللبوة والثعلب في قصص إيسوب [5] وهي كذلك في الكلم الروحانية: 131 وابن العبري: 50) .
ويمكننا أن نرد هذا التوافق بين الشخصيتين وأقوالهما وطريقتهما إلى الأسباب العامة التي ذكرناها عند الحديث عن الاضطراب في نسبة القول الواحد إلى غير واحد من الناس، ولكن لا بد من أن نضيف هنا شيئا آخر، وهو أن المجموعة التي تعرف باسم

[1] منسوبة لاوميرس في مختار الحكم: 30 ولايسوب عند دالي: 42.
[2] خمس رسائل، مخطوطة الموصل الورقة: 162 وتاريخ الحكماء: 67 (ويبدو أنه نقلها عن ابن بطلان) .
[3] Phaedrus، Book 1، P. 225.
[4] خمس رسائل، مخطوطة الموصل: 162 وتاريخ الحكماء: 70.
[5] دالي رقم: 257 ص: 200 وتحريج المصادر الأخرى في:
Babrius، Appendix No. 257.
نام کتاب : ملامح يونانية في الأدب العربي نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست