كأنّ الحطيم على بابه ... وزمزم والبيت في داره
وكم من حريق أتى مرّةً ... فلم يعمل الماء في ناره
وله فيه يعاتبه:
أفاعل بي فعال الموكس الزّاري ... ونحن نسأل فيما كان من عار
قل لي بحرمة من ضيّعت حرمته ... أكان قدرك ذا أم كان مقداري؟!
لا عشت إن رضيت نفسي ولا ركبت ... رجلٌ سعيت بها في مثل دينار
وليّك الله لم صيّرتني مثلاً ... كالمستجير من الرّمضاء بالنّار
وكتب إلى علي بن أحمد الماذرائي في حاجة كانت له بالرملة قال:
إنّي سألتك بالّذي ... زان الإمامة بالوصيّ
وأبان في يوم الغدي ... ر لكلّ جبّار عويّ
فضل الإمام عليهمو ... بولاية الرّب العليّ
إلا قصدت لحاجتي ... وأعنت عبدك يا عليّ
وكان من نباهته أن تطلع الشعراء إلى شعره منذ صباه. وقد ادعى بعضهم قصيدته:
جللا كما بي فليك التبريح ... أغذاء ذا الرشأ الأغن الشيح؟
فأخذ أبو الطيب الدواة وكتب لوقته قطعة لم يجز أن تروى عنه وأولها:
لم لا يغاث الشّعر وهو يصيح ... ويرى منار الحقّ وهو يلوح
يا عصبةً مخلوقةً من ظلمةٍ ... ضمّوا جوانبكم فإنّي يوح
قال ابن العديم: ونقلت من هذا المجموع مجموع صالح بن إبراهيم بن رشدين بخطه. ذكر لي أبو العباس بن الحوت الوراق - رحمه الله - أن أبا الطيب المتنبي أنشده لنفسه هذين البيتين:
تضاحك منّا دهرنا لعتابنا ... وعلّمنا التّمويه لو نتعلّم
شريفٌ زغاويٌّ، وزانٍ مذكّرٌ ... وأعمش كحّال، وأعمى منجّم
وقد وجد له مرويات أخر منها ما لا يستحسن إثباته هنا. ومنها ما ليس في ذكره إجداء. على أن الكثير من ذلك ليس من جيد شعره. ولمن طلب المزيد أن يرجع إلى كتاب الأستاذ عبد العزيز الميمني الراجكوتي.
لأن الحي مولع بآثار من ذهب حريص على التنقيب عنها وتخليدها على تراخي الزمن.
اللهم إن أخطأت فالخير أردت، وإن أصبت فلك الحمد.