responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجز أحمد نویسنده : المعري، أبو العلاء    جلد : 1  صفحه : 120
أنت نقيض اسمه إذا اختلفت ... قواضب الهند والقنا الذبل
أنت لعمري البدر المنير ولكنك ... في حومة الوغى زحل
القواضب: القواطع. وقوله: نقيض اسمه أي أنك بدر تضيء الدنيا، ولكنك في الحرب تستحيل زحلاً على أعدائك وتصير ظلمة عليهم ونحساً لهم مثل زحل.
كتيبةٌ لست ربها نفلٌ ... وبلدةٌ لست حليها عطل
النف: الغنيمة. والعطل: التي لا حلي عليها.
يقول: كل كتيبة لست صاحبها فهي غنيمة لأعدائها، وكل بلدة لست واليها، فهي عطل: أي لا عدل فيها. يعني: أن الجيوش لا تمنع إلا بك، والبلاد لا تتزين إلا بعدلك.
قصدت من شرقها ومغربها ... حتى اشتكتك الركاب والسبل
أي قصدت من شرق الأرض ومغربها، فأضمر الأرض وإن لم يجر لها ذكر لتقدم العلم بها كقوله تعالى: " ما ترك على ظهرها من دابة ".
يقول: كثر القصد إليك من نواحي الأرض شرقها وغربها، حتى اشتكتك الركاب والسبل؛ لكثرة سير القصاد عليها إليك، وركوبهم عليها. ومثله قول أبي العتاهية.
إن المطايا تشتكيك لأنها ... قطعت إليك سباسباً ورمالا
لم تبق إلا قليل عافيةٍ ... قد وفدت تجتديكها العلل
تجتديكها: أي تطلبها منك، والهاء: للعافية.
يقول: إنك وهبت جميع مالك، فلم يبق لك إلا قليل عافية في بدنك؛ وعلمت العلل بسخائك فقصدتك تسأل العافية منك؛ وإنما قال: قليل العافية، لأنه أراد أنه كثير التعب في طلب المكارم وحمل المغارم، فلم يبق من العافية إلا السلامة من المرض فقط.
عذر الملومين فيك أنهما ... آسٍ جبانٌ ومبضعٌ بطل
كان الطبيب فصده فغرق المبضع في ذراعه، فذكر أبو الطيب عذرهما، وأراد بالملومين: الطبيب والمبضع. فقال: إن عذرهما. أنه كان جباناً ومبضعه جريئاً؛ فلما أراد فصده دهش فلم يمكنه ضبط مبضعه فغاص في العرق فوق الواجب، وليس من واحد منهما ذنبٌ.
مددت في راحة الطبيب يداً ... وما درى كيف يقطع الأمل
يعتذر عن الطبيب ويقول: إن صناعة الطبيب فصد العروق، لا قطع الآمال، ويدك معدن الآمال، وقد أمرته بقطع الآمال، ولا عهد له بذلك، فاعذره على غلطه. ومثله لابن المعتز:
يا فاصداً ليدٍ جلت أياديها ... ونال منها الذي يرجوه راجيها
يد الندى هي فارفق لا ترق دمها ... فإن أرزاق طلاب الندى فيها
إن يكن النفع ضر باطنها ... فربما ضر ظهرها القبل
النفع: أراد به الفصد؛ لأن العافية تعود إليه.
يقول: إن كان الفصد ضر باطن يدك فطالما ضر ظهرها تقبيل الناس. أراد أنها لدقتها ولطافتها يؤثر فيها التقبيل. ومثله لابن الرومي:
فامدد إلي يداً تعود بطنها ... بذل النوال وظهرها التقبيلا
ومثله قول أبي تمام:
تقبل الركن ركن البيت نافلةً ... وظهر كفك موقوفٌ على القبل
يشق في عرقها الفصاد ولا ... يشق في عرق جودها العذل
الفصاد: مصدر كالفصد.
يقول: إن كان الفصد يشق عرق يدك ويؤثر فيه، فإن عرق جودها لا يؤثر فيه اللوم.
خامره إذ مددتها جزعٌ ... كأنه من حذاقةٍ عجل
الهاء في خامره: للطبيب، وقيل للمبضع. ومعناه. خالطه. العجل: المستعجل.
يقول: لما مددت يدك إلى الطبيب، أخذته هيبة فدهش، وأخذه الجزع فأداه حذقه إلى الاستعجال، فتجاوز الحد وأفرط فيه، فكأنه من حذاقته مستعجل.
جاز حدود اجتهاده فأتى ... غير اجتهادٍ لأمه الهبل
الهبل: الثكل: وهو موت الولد. أي جاوز الحد فغلط. ثم دعا عليه أنه يفقد.
أبلغ ما يطلب النجاح به الطب ... ع وعند التعمق الزلل
النجاح: الظفر. والتعمق: التكلف وتناهي الحد.
يقول: إن الإنسان إنما يظفر بمراده إذا جرى على طبعه، فإذا تكلف أد إلى الغلط والزلل.
إرث لها إنها بما ملكت ... وبالذي قد أسلت تنهمل
يقول: ارحم يدك فإنها تنهمل بما تملكه من الأموال، وبالدم الذي قد أسلته منها، فلا تجمع عليها سلب الأموال وإسالة الدم فيضر ذلك بها.
مثلك يا بدر لا يكون، ولا ... تصلح إلا لمثلك الدول
يقول: مثلك غير موجود، ولا يوجد في المستقبل، ولا تصلح الدولة إلا لمثلك، فإن لم يكن أحد مثلك فالملك لا يستحقه أحد غيرك أبداً.
وقال أيضاً في بدر بن عمارٍ يمدحه:

نام کتاب : معجز أحمد نویسنده : المعري، أبو العلاء    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست