نام کتاب : مطالع البدور ومنازل السرور نویسنده : الغزولي جلد : 1 صفحه : 80
ينادمنا نظما ونثرا ولفظة ... ومبسمه يغني عن النظم والنثر
فلم يسقني كأس المدامة دون أن ... سقاني بعينه كئوساً من الخمر
وناجوز ثم انثنى غصن بانة ... وعن مها لما تبسم عن در
وقال وفرط السكر يثنى لسانه ... إلى غير ما يرضى التقى وهو لا يدري
ردوا من رضابي ما يعيض عن الطلى ... إذا كان وجهي فيه غنى عن الزهر
ومن كان لا تحوى زراعاه مئزري ... دون الذي تحوى أنامله خصري وقال الشيخ الإمام الفاضل البارع صفي الدين عبد العزيز بن سرايا الحلى رحمه الله:
أراد التبر ف كأس اللجين ... رشاً بالراح مخضوب اليدين
وطاف على الصاحب بكأس راح ... فطافت مقلتاه بآخرين
رخيم من بني الأتراك طفل ... يجاذب خصره جبلى حنين
يبدل نطقه ضادا بدال ... ويشر عجمه قافا بغين
إذا يحلو الحميا والمحيا ... شهدنا الجمع بين النيرين
يطوف على الرفاق من الحميا ... ومن خمر الرضاب بمسكرين
وآخر من بني الأعراب حفت ... جيوش الحسن منه بعارضين
إلى عينيه تنتسب المنايا ... كما انتسب الرماح إلى ردين
يلاحظ سوسن الخدين منه ... فبدلها الحياء بوردتين
ومجلسنا الأنيق تضيء فيه ... أواني الر اح من ورق وعين
فأطلقنا فم الإبريق فيه ... وبات الزق مغلول اليدين
وشمعنا شبيه سنان تبر ... تركب في قناة لجين
وقهوتنا شبيه شواظ نار ... توقد في أكف الشاقين
إذا ملء الزجاج بها وطارت ... حواشي نورها في المشرقين
عجبت لبدر صار شمسا ... يحف من السقاة بكوكبين
وله:
بدت لنا الراح في تاج من الحبب ... فحرقت حلة الظلماء باللهب
بكر إذا زوجت بالماء أولادها ... أطفال در على مهد من الذهب
بعيدة العهد بالمعصار لو نطقت ... لحدثتنا بما في سالف الحقب
باكرتها في رفاق قد زهت بهم ... قبل السلاف سلاف العلم والأدب
بكل متشح بالفضل مئتزر ... كأن في لفظه ضرب من الطرب
بل رب ليل غدا في الإهاب غدت ... تضيء كئوس الراح كالشهب
بدلت عقلي صدافا حين بت به ... أزوج ابن سحاب بابنة العنب
بتنا بكاساتها صرعى ومطربنا ... يعيد أرواحنا من مبدء الطرب
بعث أتانا فلم نعلم لفرحتنا ... من نفحة الصوارم من نفحة القضب
بروضة ظل فيها الظل أدمعه ... والزهر مبتسم عن ثغره الشنب
بكت عليه أساليب الحيا فغدا ... خذلان يرفل في أثوابه القشب
بسط من الروض قد حاكت مطالارفها ... يد الربيع وجادتها يد السحب
وقال الوأواء الدمشقي رحمه الله تعالى:
أسقياني ذبيحة الماء في الكأ ... س وكفا عن شرب ما تسقياني
أنني قد آمنت بالأمس إذ مت ... ت بأني أموت بكرة ثاني
قهوة تطرد الهموم إذا ما ... سكنت في مواطن الأحزان
نثرت راحة المزاج عليها ... حدقا ما تدو في أجفان
فهي تجرى من اللطافة في الأر ... واح مجرى الأرواح في الأبدان
يتهادى بكأسها من هداياه ... ظني من ظرائف الأشجان
آنها الرايح الذي راحتا ... هـ بخضاب الكئوس مخضويتان
عج بضحك الأقداح في رهج القص ... ف إذا ما بكت عليها القناني
واسقني القهوة التي تنبت الور ... د إذا شئت في خدود الغواني
لا تدغدغ صدر المدام بأيدي المز ... ج ما دغدغت صدور المثان
وقال أبو الفتوج بن قاقس_رحمه الله:
كم ملة للشقيق الغض رمداء ... أنسانها سايح في بحر دمع أنداء
كم ثغور اقاح في مراشفها ... رضاب طائفة بالرى وطفاء
فما اعتذارك من عذراء جامحة ... لانت كما لامستها راحة الماء
نضت عليها حسام المزج فامتنعت ... بلامة للجباب الجم حصدائي
أما ترى الصبح يخفى في دجنته ... كأنما هو سقط بين أحشائي
والطير في عذابات الدوح ساجعة ... تطابق اللحن بين العود والناء
فحى بالكأس كسرى تحيي رمته ... بروح راح سرت في جسم سراء
وعذ بمعجزت آيات المدامة من ... نوافث السحر في أجفان حوراء
نام کتاب : مطالع البدور ومنازل السرور نویسنده : الغزولي جلد : 1 صفحه : 80