نام کتاب : مطالع البدور ومنازل السرور نویسنده : الغزولي جلد : 1 صفحه : 275
قلت هذا التضمين ما سمع مثله لشاعر ضمن عجز البيت الأول والبيت الثاني بكماله ولم يكن للشيخ شهاب الدين فيها غير صدر البيت الأول فتأمله، ويقال إن الأرانب إذا رأت البحر ماتت ولذلك لا توجد بالساحل وتزعم العرب أن الجن تهرب منها لموضع حيضها قالوا كالمرأة وتأكل اللحم وغيره وتجتر وتبعر وفي باطن أشداقها شعر وكذلك تحت رجليها وليس شيء قصير اليدين أسرع منها حصراً ولقصرهما يخف عليها الصعود والرقل وهي تطأ في الأرض على زمعانها وهي مؤخرة قوائمها مغالظة للطالب حتى لا يعرف أثرها إلا أن الكلب الفاره والقانص الحاذق لا يخفى عليهما ذلك لأنهما لا تفعل ذلك إلا في السهل الذي يثبت فيه الأثر وربما مشت يف الثبج فيقتفى أثرها بكثرة الترداد فيه وإذا قربت إلى الموضع الذي تريد أن تجتم فيه وثبت إليه.
خواصه من المصائد لحمها أطيب ما يؤكل بنار لأن النار يضعفها هواء الزمان ولحمها من أخف اللحوم وله خاصية في المالخولياء والصرع وإن طلى بدمها الكلف أذهبه وإن طبخ أو شوى في جوف قرن نفع من القرحة في الأمعاء ويحرق رأسها فيكون سنوناً جيد للجلاء ووبرها يشد به الثريان إذا انقطع وتعلق الاعراب كعبها على الصبيان للعين وأنفحتها تدفع السم إذا شربت بماء السلق وسداب وإذا أخذتها المرأة حملت ومخها ودماغها يمنع الشعر المنتوف من النبات وبعرها يدق بالخل للقوباء ومرارتها تطرح في الشراب فتنوم.
الوصف لبعض الأندلسيين من المباهج أفراد حران كأنهن أولاد غزلان بين رواع ينعطف انعطاف البره ووثاب يجتمع اجتماع الكره حال العصب ازاره وصاغ التبر طوقه وسواره قد غلل بالعنبر بطنه وحلل بالكافور متنه كأنما نضح بعبير وتلفع في حرير ينام بعينى ساهر ويفوت بجناحي طائر قصير اليدين طويل الساقين هامان في الصعود تجده ويابك عند الوثوب تؤيده.
القول في النعامة: من المباهج وإنما ذكرناه مع ذوات الأربع من الوحوش وإن كان ذا جناح لأنه عند المتكلمين في طباع الحيوان ليس بطائر وإن كان يقنص وله جناح وريش ويعدون الخفاش طائراً وإن كان يحبل ويلد وله أذنان بارزان وليس له ريش لوجود الطيران فيه ومراعاة لقوله تعالى: (وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني) وهم يسمعون الدجاجة طيراوان وإن كانت لا تطير والنعامة تسمى بالفارسية استرموك وتأويل استرجمل وموك طائر فكأنهم قالوا جمل طائر ولما وجد هذا الاسم ظن الناس أنها نتاج ما بين الإبل والطير وبهذا أجرى عليها المثل في قولهم: قيل للظليم أحمل قالوا أنا طائر قيل فطر فقال أنا جمل، وربما أكد عندهم القول بالتوليد أنهم رأوا فيهمن الجمل الميم والوظيف والعنق والكرش والخف والجرامة، ومن الطير الريش والجناح والمنقار والبيضة ويشبه النعام بالإبل فتسمى الأنثى منها قلوصاً وفي طبعها أنها تحضن أربعين بيضة وثلاثين ومن أعاجيبها أنها تضع بيضها طولاً حتى لو مد عليها خيط لما وجد لشيء منها خروج عن الآخر ثم تعطى كل بيضة منها نصيبها من الحضن إذا كان بدئها لا يشتمل على عدد بيضها وهي تخرج لطلب طعام فتمر ببيض نعام أخرى فتحضنه وتنسى بيضاه ولعلها تصاد ولا ترجع إليه فتهلك ولهذا توصف بالمرق والحمق ويضرب بها المثل في ذلك، وعلى هذا ينشد قول هرمة:
فانى وتركى ندى الاكرمي ... ن وقدحاً بكفى زند اشجاحا
كتاركة بيضها بالعرا ... ء وتلحقه بيض أخرى جناحا
نام کتاب : مطالع البدور ومنازل السرور نویسنده : الغزولي جلد : 1 صفحه : 275