نام کتاب : مطالع البدور ومنازل السرور نویسنده : الغزولي جلد : 1 صفحه : 16
اكترى نحوي حمالاً ليحمل له زيراً فلما وصل إلى البيت وفيه بركة قال له النحوي اقفزن، فقفز فوقع فانكسر الزير، فقال ما هذا؟ قال جانب البركة ساكن والنون في اقفزن ساكنة فتحرك الزير بينهما بالكسر، فقال أحسنت ما أنت إلا عالم بيض الله وجهك.
وقال الشريف العقيلي:
وبركة قد افادنا عجباً ... ما ماج من مائها وما انسكبا
من حول فوارة مركبة ... قد انحنى ظهر مائها تعبا
وقال شمس الدين الطيب أحمد بن أبي المحاسن (مولده ببخارى سنة تسع وأربعين وستمائة ووفاته سنة سبع عشرة وسبعمائة بطرابلس) :
النهر وافى شاهراً سيفه ... ولمعه يختلس الأعينا
فماجت البركة من خوفه ... وارتعدت وادرعت جوشنا
وقال مجير الدين ابن تميم مضمناً:
لو كنت إذ أبصرتها فوارة ... للشمس من أمواجها لألاء
رأيت أعجب ما يرى من بركة ... سال النضار بها وقام الماء
وله مضمناً:
لقد نزهت عيني أنابيب بركة ... تقابلني أمواجها بالعجائب
أنابيب زادت في علو كأنما ... تحاول ثأراً عند بعض الكواكب
وله:
يا حسن نوفرة بدت في بركة ... أبداً يفيض الماء فيها ديدنا
ما إن بدت إلا وظللت مفكراً ... في قدنوفر راح ينبت سوسنا
وقال الوجيه المناوي:
فوارة تشبه في شكلها ... سبيكة من فضة خالصه
تلهيك بالحسن فقد أصبحت ... جارية ملهية راقصة
وقد عكس بعضهم هذا فقال:
وقينة ملهية قد غدت ... تستوقف السامع والرائي
جارية راقصة أشبهت ... في وصفها فوارة الماء
وقال ابن حجاج (توفي سنة إحدىوتسعين وثلاثمائة) :
صنعت في دارك فوارة ... أغرقت في الرض بها الأنجما
فاض على نجم السهى ماؤها ... فأصبحت أرضت تسقي السما
وقال ابن تميم في بركة بشاذروان:
ألا رب يوم قد تقضي ببركة ... اقمت بها فيما جرى متحيرا
بعيني رأيت الماء فيها وقد جرى ... على رأسه من ساهق فتكسرا
وقال الشيخ برهان الدين القيراطي:
مذهب شاذرواننا ال? ... ?عالي المقام والرتب
نال الغنى الماء به ... حين مشى على الذهب
وقال فيه:
لحسن شاذرواننا ... كل القلوب تعشق
من أجل ذا الماء له ... قلب به معلق
ومن كملام سيدي تقي الدين أبي بكر بن حجة في الفوارة كأنها سنان تطعن في صدر الظما، أو شجرة كدنا أنها طوبى لما ظهرت وأصلها ثابت وفرعها في السما، أو معترف بندا الماء وقد أفاض عليه عطاياه فيضا فرفع له لأجل ذلك فوق قناته راية بيضاء، أو عمود وفاء أشارت الناسي إليه بالأصابع أو ملك طالب السماء بودائع حتى قلنا إن إكليل الجوزاء له من جملة الودائع، أو أبيض طائراً علا حتى قلنا أنه يلتقط حباب النجوم الثواقب، أو شجاع ذو همة عالية تحاول ثأراً عند بعض الكواكب.
وقال شهاب الدين بن أبي حجلة:
وشاذروان ماء بات يجري ... كعين الصب روع يوم بين
إذا ما قيل جد بالماء سريعا ... يقول نعم على رأسي وعيني
وقال شيخنا الشيخ زين الدين بن العجمي (توفي سنة خمس وتسعين وسبعمائة) :
تسلسل مائي وهو لا شك مطلق ... وصح حقيقاحين قالوا تكسرا
وفي قلب مائي للقلوب مسرة ... وقالوا سيجري بالهنا وكذا جرا
قلت: وقد تصرفت الفضلاء متأخر والعصر في هذه اللفظة أعنى وكذا جرى تصرفات حسنة فمنهم القاضي صلاح الدين الصفدي فقال:
أملت أن تتعطفوا بوصالكم ... فرأيت من هجرانكم ما لا يرى
وعلمت يوم فراقكم لا بد أن ... يجري له دمعي دماً كذا جرى
ومنهم الشيخ عز الدين الموصلي فقال:
رب نسيم قد سرى ... يحدو سحابا ممطرا
أذياله بليلة ... تخبرنا بما جرى
وقال أيضاً:
حديث عذار الحب في خده جرى ... كمسك على الورد الجنى تسطرا
فقبلته حتى محوت رسومه ... كأن لم يكن ذاك الحديث ولا جرى
وقال الشيخ برهان الدين القيراطي:
لم يبك حين بكيت من ... هجرانه متحسرا
لكن حكى لك خده ال? ... ?مصقول صورة ما جرى
وقال:
كابرت عدل صبوتي ... في الدمع حين تحدرا
قالوا بكيت صبابة ... فأجبت هذا ما جرى
نام کتاب : مطالع البدور ومنازل السرور نویسنده : الغزولي جلد : 1 صفحه : 16