2701- أَغَرُّ مِنَ الدُّبَّاءِ في المَاءِ
من الغُرور، والدُّبَّاء، القَرْع، ويقال في المثل أيضاً "لا يَغُرَّنَّكَ الدُّبَّاء، وإن كان في الماء" قال حمزة: ولست أعرف معنى هذين المثلين.
قلتُ: معنى المثل الأول منتزع من الثاني، وذلك أن أعرابياً تناول قَرْعاً مطبوخاً وكان حاراً، فأحرق فمه، فقال: لا يغرنك الدباء وإن كان نشوؤُهُ في الماء.
يضرب للرجل الساكن ظاهراً الكثير الغائلة باطنا.
فأخذ منه هذا المثل الآخَر فقيل: أعَزُّ من دباء في الماء
2702- أَعَزُّ مِنْ سَرابٍ
لأن الظمآن يحسبه ماء، ويقَال في مثل آخر "كالسَراب يَغُرُّ مَنْ رآه، ويُخْلف مَنْ رَجَاه"
2703- أغَرُّ مِن الأمانِي
هذا من قول الشاعر:
إن الأمانِيَّ غَرَرٌ ... والدهر عُرْفٌ ونُكُرْ
من سَابقَ الدَّهر عثَرْ ...
2704- أغَرُّ مِنْ ظَبْيٍ مُقْمرٍ
وذلك أن الخشفَ يغْترُ بالليل المُقمر فلا يحترز حتى تأكله السباع، ويقَال: بل معناه أن الظبي صَيده في القمراء أسرع منه في الظلمة، لأنه يَعْشَى في القمراء، ويقَال معناه من الغرة بمعنى الغَرَارة، لا من الاغترار، وذلك أنه يلعب في القَمْرَاء
2705- أعْذرُ مِنْ غَديرٍ
قَال حمزة: هذا من قول الكُمَيْت
وَمِنْ غَدرِهِ نَبَزَ الأولونَ ... بأن لَقَّبُوه الغَدِيرَ الغَدِيرَا
وقَال غير حمزة: زعم بنو أسد أن الغدير إنما سمى غَديراً لأنه يَغْدُرُ بصاحبه أحوجَ ما يكون إليه، وفي ذلك يقول الكميت وهو أسدى، وأنشد البيت الذي تقدم.
قلت: وأهلُ اللغة يجعلونه من المُغَادرة، -[65]- أي غَادره السيل أي تركَهُ، وهو فَعِيلٌ بمعنى مُفَاعِل من غادره، أوْفَعِيل بمعنى مُفْعِل من أغدره أي تركه.