2591- عَشَّرَ والمَوْتُ شَجَا الوَريدِ
التعشير: نهيقَ الحمار عشرةَ أصواتٍ في طلقَ واحد، قَال الشاعر:
لَعَمْرِي لئن عَشَّرتُ من خِيفةِ الرَّدى ... نُهَاقَ الحمير إنَّني لَجَزُوعُ
وذلك أنهم كانوا إذا خافوا من وَبَاء بلدٍ عَشَّروا تعشير الحمير قبل أن يدخلوه، وكانوا يزعمون أن ذلك ينفعهم، يقول: عشَّرَ هذا الرجل والموتُ شَجَا وريده، أي مما شجِىَ به وريده، يريد قرب الموت منه يضرب لمن يجزع حين لا ينفعه الجزع
2592- أَعْلَمُ بِمَنْبِتِ القَصِيصِ
والمعنى: أنه عارف بموضع حاجته، والقصيص: منابت الكمأة، ولا يعلم بذلك إلا عالم بأمور النبات، وأما قولهم:
2593- أَعْلَمُ مِنْ أَينَ يُؤْكَلُ الْكَتِفُ
فزعم الأَصمَعي أن العرب تقول للضعيف الرأي: إنه لا يحسن أكل لحم الكتف قلت: أورد حمزة هذين المثلين في كتاب أفعل، وهما إن كانا على أفعل فهذا الموضع أولى بهما؛ لأنهما عَرِيَا مِنْ من
ما جاء على أفعل من هذا الباب
2594- أَعَزُّ مِنْ كلَيْبِ وَائِلٍ
هو كُلَيب بن ربيعة بن الحارث بن زهير، وكان سيد ربيعةَ في زمانه، وقد بلغ من عزه أنه كان يَحْمي الكلأ فلا يُقرَبُ حِماه، ويُجِير الصيد فلا يهاج، وكان إذا مر بروضة أعجبته أوْغَدير ارتضاه كّنَّعَ كُليباً ثم رمى به هناك، فحيثُ بلغ عُواؤه كان حِمَىً لا يُرْعى، وكان اسم كليب بن ربيعة وائلا: فلما حَمَى كليبة المرْمىُّ الكلأ قيل: أعز من كليب، ثم غلب هذا الاسمُ عليه حتى ظَنُّه اسمه، وكان من عزه لا يتكلم أحد في مجلسه، ولا يَحْتَبِي أحَدٌ عنده، ولذلك قَال أخوه مهلهل بعد موته:
نُبَّثْتُ أن النارَ بعدك أوقِدَتْ ... واسْتَبَّ بَعْدَكَ يا كليبُ المجلِسُ
وتَكلَّموا في أمْرِ كُلِّ عَظِيمَةٍ ... لو كُنْتَ شاهدَهُمْ بِهَا لم يَنْسُبوا
وفيه أيضاً يقول معبد بن عبد سعنة التميمي:
كفعل كُلَيبٍ كنت خُبِّرْتُ انَّه ... يُخَطِّطُ أكلاء المِياه وَيَمْنَعُ
يُجِيرُ على أفناء بَكْرِ بن وَائِلٍ ... أرانب ضاح والظباء فَتَرْتَعُ -[43]-
وكليب هذا هو الذي قتله جساس بن مرة الشيباني وقد ذكرت قصته عند قولهم "أشأم من البسوس" في باب الشين.