2494- عُثَيْثَةٌ تَقْرِمُ جِلْداً أمْلَسَا
يضرب للرجل يجتهد أن يؤثر في الشيء فلا يقدر عليه.
قَال الأحنف بن قيس لحارثة بن بدر الغُدَاني، وقد عابه عند زياد للدخول فيما لا يعنيه، وذلك أنه طلب إلى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أن يُدْخله في الحكومة، فلما بلغ الأحنفَ عَيْبُ حارثة إياه قَال: عُثَيْثَة تَقْرِمُ جلْداً أمْلَسَا، وهي تصغير عُثَّة، وهي دويبة تأكل الأدَمَ، قَال المخبَّلُ:
فأنْ تَشْتُمُونَا عَلَى لُؤْمِكُمْ ... فَقَدْ تَقْرِمُ العُثُّ مُلْسَ الأدَمْ
يضرب عند احتقار الرجل واحتقار كلامه
2495- عَيٌّ صَامِتٌ خَيْرٌ مِنْ عَيٍّ نَاطِقٍ
أصل عَيٌّ - قَالوا - عَيِيٌّ فأدغم، قَاله أبو الهيثم. قلت: ويجوز أن يكون عِيّ فَعْلاً لا فَعِيلاً، يُقَال: عَيَّ يَعْيا عِيّاً فهو عَيٌّ، كما يُقَال: حَيَّ يَحْيا حَيَاةً فهو حَيٌّ، ومثله رجلٌ طَبٌّ وَصّبٌّ وبَرٌّ وغيرها، وهذا كما مضى "عِيُّ الصَّمْتِ خيرٌ من عِيِّ النطق" إلا أنه جَرَى على المصدر هناك، وههنا على الفاعل، يُقَال: عَيِيَ يَعْيَا عِيّاً فهو عَيٌّ وعَيِيٌّ، ويجوز أن يُقَال: أصله فَعِلَ - بكسر العين - على قياس جَدِبَ فهو جَدْبٌ وترِبَ فهو تَرْبٌ، وعلى هذا قياسُ بابه، أعني باب فَعِلَ يفْعَلُ.
يضرب هذا المثل عند اغتنام السكوت لمن لا يحسن الكلام. ويروى "عِيٌّ صامت" على المصدر بجَعْل صامت مبالغة، كما يُقَال: شِعْرٌ شَاعِرٌ
2496- أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ
أي مَنْ حَذَّرَك ما يحلُّ بك فقد اعذر إليك، أي صار مَعْذُوراً عندك.
2497- أَعْمَى يَقُودُ شُجْعَةً
(الشجعة - بتثليث الشين وسكون الجيم - جمع الشجاع. والشجعة - بضم الشين أوفتحها - العاجز الضاوي الذي لا فؤاد له.)
الشُّجْعَةً: الْزَّمْنِى، أي ضعيف يقود ضعيفاً ويعينه، قَاله أبو يزيد، قَال: وإذا رأيتَ أَحْمَقَ ينقادُ له العاقل قلتَ هذا للعاقل أيضا، وقَال الأزهري: الشُّجْعَة بسكون الجيم الضعيف.
2498- العِدَةُ عَطِيَّة
أي يَقْبُح إخلافُهَا كما يقبح استرجاعُ العطية، ويقَال: بل معناه تَعْدِلُها، كما يُقَال سرور الناس بالآمال أكْثَرُ من سرورهم بالأموال