3568- لا أفْعَلُ كَذَا ما أنَّ السَّماءٌ سَمَاءٌ
أي ما كان السماء سماء.
وكذلك:
3569- لاَ أفْعَلُهُ مَا أنَّ في السَّمَاء نَجْمَاً
ويروى "ما عَنَّ في السماء نجم" أي ظهرَ، ويجوز "ما عنَّ في السماء نجما" على لغة تميم؛ فإنهم يجعلون مكان الهمزة عينا.
3570- لاَ آتِيكَ السَّمَرَ والقَمَرَ
أي ما كان السمر والقمر.
قَال الأصمعى: السَّمَر عندهم الظُلْمة، والأصل في هذا أنهم كانوا يجتمعون
فَيَسْمَرُون في الظلمة، ثم كثر الاستعمال حتى سموا الظلمة سَمَراً، وأنشد في أن السمر الظلمة:
لاَ تَسْقِنى إن لَمْ أزُر سَمَراً ... غَطَفَانَ مَوْكب جَحْفَلٍ ضَخْمٍ
تُدْعَى هوازنُ في طوائفه ... يتوقٌّدَ تَوْقُدَ النَّجْمِ
3571- لاَ أفْهَلُهُ مَا جَمَرَ ابْنُ جَمِيرٍ
قَال اللحياني: الجمير المظلم.
قلت: جَمَّر معناه جَمَع، والظلام يَجْمَع كلَّ شَيء، ومنه جَمَّرَتِ المرأة شَعْرَها، إذا جَمَعَتْه وعقَدَتْهُ في قَفَاهَا ولم ترسله، وابن جَمِير: الليل المظلم، وابن سَمير: الليل المقمر، وينشد: (البيت لعمرو بن أحمر الباهلى)
نَهَارهُمُ ظَمْآن ضَاحٍ، ولَيْلُهُم ... وَإن كَان بَدْراً ظُلْمةُ ابنِ جَمِير
وكذلك "لا أفعله ما سَمَرَ ابنَ سَمِير" قَالوا: السمير والجمير الدهر، أجْمَرَ القومُ على الشَيء، أي اجتمعوا، وابنا جِميرٍ: الليل والنهار، سُميِّا بذلك للاجتماع كما سُمِّيا ابنَىْ سَمِير لأنه يُسْمَر فيها.
3572- لا أفْعَلُ كَذَا سَجِيسَ الأَوْجَسِ
وهو الدهر، وسَجيسُه: آخره، ويقَال: طولهُ، قَال قيس بن زهير يرثى حَمَلاً:
ولَوْلاَ ظُلْمُهُ مَا زِلْتُ أبكِى ... سَجِيسَ الدَّهْرِ مَا طَلَعَ النَّجُومُ
ويقال:
3573- لاَ آتِيكَ سَجِيسَ عُجَيْسٍ
وإنما سمى عجيساُ لأنه يتعَجَّس أي يبطىء فلا يذهب أبداً، قَال: -[229]-
وَوَالله لا آتِى ابن ماطئة اسْتِهَا ... سَجِيسَ عُجَيْسٍ ما أبان لِسَانِي
(روى الجوهري صدره: فوالله لا آتى ابن ضمرة طائعا ... )
أي أبدا، يُقَال "مطا" إذا ضرب، فقوله "ماطئة استها" معناه ضاربة استها، يقال: سجين عَجِيس، وسجيسَ عُجَيَس مصغراً، (ذكر المجد في (ع ج س) أن عجيسا أتى مكبرا، ونص الشارح على خطئه) وسجيسَ الأوجَسِ والأوجُسِ، ومعنى كله الدهر، قَال ابن فارس: هذا من الكلام المشكل.