2435- عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤساً
الغُوَيْر: تصغير غَارٍ، والأبؤس: جمع بُؤْس، وهو الشدة. وأصل هذا المثل فيما يُقَال من قول الزبَّاء حين قَالت لقومها عند رجوع قَصير من العراقَ ومعه الرجال وبات بالغُوَير على طريقه "عَسَى الغُويرُ أبؤسا" أي لعل الشرَّ يأتيكم من قبل الغار. وجاء رجل إلى عمر رضي الله عنه يحمل لَقِيطاً فَقَال عمر "عسى الغوير أبؤسا" قَال ابن الأعرابي: إنما عَرَّض بالرجل، أي لعلك صاحب هذا اللقيط، قَال: ونصب "أبؤسا" على معنى عسى الغوير يصير أبؤسا، ويجوز أن يقدَّر عسى الغوير أن يكون أبؤسا، وقَال أبو علي جعل عسى بمعنى كان، ونزلهُ منزلته.
يضرب للرجل يُقَال له: لعلَّ الشرَّ جاء من قبلك.
2436- عِيصُكَ مِنْكَ وَإنْ كان أَشِبَا
العيصُ: الجماعة من السِّدْر تجتمع في مكان واحد، والأشَبُ: شدة التفاف الشجر حتى لا مَجَازَ فيه. يُقَال: غَيْضَة أشِبَة، وإنما صار الأشب عيبا لأنه يذهب بقوة الأَصول، وربما يوضع الأشب موضع المدح يراد به كثرة العَدد ووفور العُدَد كما قَال:
ولِعَبْدِ القَيس عيِصٌ أشِبُ ...
ويجوز أن يريد به الذم، أي كثرةٌ لا غَنَاء عندها ولا نفع فيها، قَال أبو عبيد في معنى المثل: أي منك أصْلُكَ وإن كان أقاربُكَ على خلاف ما تريد، فاصبر عليهم فإنه لا بدَّ منهم.
2437- عَصَبَهُ عَصْبَ السَّلَمَةِ
ويروى "اعْصِبْهُ" على وجه الأمر، وهي شجرة إذا أرادوا قَطْعها عَصَبُوا أغصانَها عَصْباً شديداً حتى يصلوا إليها وإلى أصلها فيقطعوه. يضرب للبخيل يُسْتَخرَجُ منه الشيء على كرْهٍ، قَال الكميت:
ولا سَمُرَاتِي يَبْتَغِيهنَّ عاضِدٌ ... ولاَ سَلَمَاتي في بَجِيلَةَ تُعْصَبُ
أرد أن بجيلة لا يقدر على قهرها وإذلالها وقَال الحجاج على مِنْبر الكوفة: والله لأحزِمَنَّكم حَزَمَ السلمة، ويروى "لأعْصِبنكم عَصْبَ السَّلمة، ولأضربنكم ضرب غرَائِبِ الإبل".
2438- عَثَر بأشْرَسِ الدَّهْرَ
أي بداهية الدهر وشدته، يُقَال: إن الشَّرس ما صغر من شجر الشوك، ومنه الشَّراسة في الخلق.