2266- أَطِرِّى فإِنَّكِ نَاعِلَةٌ.
الإطرار: أن تركب طُرَرَ الطريق، وهي نواحيه، وقال ابن السكيت: معناه أَدلِّى، وقال أبو عبيد: معناه ارْكَبِ الأمْرَ الشديدَ فإنك قويّ عليه، قال: وأصلُه أن رجلا قال لراعية كانت له ترعى في السهولة وتَدَعُ الحزونة: أَطِرَّى، أي خُذِي طُرَرَ الوادي وهي نواحيه، فإن عليك نَعْلَين، قال: أحسبُه عني بالنعلين غِلَظَ جلد قَدَمَيْهَا.
يضرب لمن يؤمر بارتكاب الأمر الشديد لاقتداره عليه.
ويستوي فيه خطابُ المذكر والمؤنث والجمع والاثنين على لفظ التأنيث، كذا قاله المبرد وابن السكيت.
وقال قوم "أَظِرِّى"بالظاء المعجمة، أي اركبي الظرَرَ، وهو الْحَجَرُ المحدَّدُ، والجمع ظِرَّانٌ، ويصعب المَشْيُ عليها، قال الشاعر:
يفرقُ ظِرَّانَ اَلحْصَى بمَنَاسِمٍ ... صِلاَبِ العجى مَلْثُومُهَا غَيْرُ أَمْعَرَا
2267- اطْرُقِي وَمِيشِي.
الطَّرْقُ: ضربُ الصوف بالمِطْرَقَة، والمَيْشُ: خَلْط الشعر بالصوف، قال رؤبة:
عَاذِلَ قَدْ أولِعْتِ بالتَّرْقِيشِ ... إلَيَّ سِرَّاً فَاطْرقُي وَمِيشِي
أراد "يا عاذلة" فحذف التاء للترخيم، وحذف حرف النداء، وذلك لا يجوز إلا في الأسماء الأعلام، وأما قولهم: " صاح" و"عاذل" فإنما حذف يا منهما، لكثرة الاستعمال ولعلم المخاطب، والترقيش: التزيين ونصب "سِرّاً" على التمييز، وتقديره: أولِعْتِ بترقيشِ سِرٍّ، بإضافة المصدر إلى المفعول، لكنه فَكَّ الإضافة بإدخال الألف واللام فخرج سر مميزاً، ويجوز أن يكون نصباً على الحال، أي بالترقيش المُسرِّ إليَّ، -[431]- فلما قطع منه الألف واللام نصب على القطع.
يضرب لمن يَخْلِطُ في كلامه بين خطأ وصواب.
وقال أبو عبيدة: المَيْشُ أن تخلط صوفاً حديثاً بنكث صوف عتيق ثم تطرقه، أي تندفه، قال: يُضْرَبُ في المزاوِلِ ما لا يَتَّجِه له.