2170- أصْنَعُ مِنْ سُرْفَةَ.
هي دويبة، وقد اختلفوا في نَعْتها، قال اليزيدي: هي دويبةٌ صغيرة تَنْقُب الشجر وتبني فيه بيتا، وقال أبو عمرو بنُ العَلاَء: هي دويبة مثلُ نصف عدسة تَنْقُب الشجر ثم تبني فيه بيتاً من عِيدانٍ تجمعها مثل غَزْل العنكبوت منخرطا من أعلاه إلى أسفله كأن زواياه قُوِّمَتْ بخط، وله في إحدى صَفَائحه باب مُرَبع قد ألزمت أطراف عيدانه من كل صفيحة أطراف عيدان الصفيحة الأخرى كأنها مَفْرُوَّة، وقال محمد بن حبيب: هي دويبة تنسج على نفسها بيتاً فهو نَاوُوسُها حقّاً، والدليل لى ذلك أنه إذا نُقِضَ هذا البيتُ لم توجَدِ الدودة فيه حية أصلا، وزاد بعض رواة الأخبار على ابن حبيب زيادة، فزعم أن الناس في أول الدهر حين كانوا يتعَلَّمون الحِيَلَ من البهائم تعلموا من السُّرْفَةِ إحداثَ بناء النواويس على موتاهم، فإنها في خرط وشكل بيت السُّرْفَة، ويقال "وَادٍ سَرِفٌ" أي كثير السُّرْفَة، و"أرض سَرِفَة " و"سُرِفَتِ الشجرةُ" إذا أصابتها السُّرْفة، ويقال أيضاً "أصْنَعُ من سَرَفٍ" ويقال "من سُرُفٍ".
2171- أَصْنَعُ مِنْ تُنَوِّطٍ، ويقال "مِنْ تَنَوُّطٍ".
قال الأصمعي: إنما سُمِّي تُنَوِّطاً لأنه يدلي خيوطا من شجرة ثم يفرخ فيها، والواحد تُنَوِّطة، وقال حمزة: هو طائر يركِّبُ عُشَّه تركيبا بين عودين من أعواد الشجر فينسجه كقارورة الدُّهْن ضَيِّقَ الفَمِ واسعَ الداخل، فيودعه بيضَهُ، فلا يوصَل إليه حتى تدخل اليد فيه إلى المعصم.
2172- أَصْنَعُ مِنْ نَحْلٍ.
ويقال"من النحل" إنما قيل هذا لما -[412]- فيه من النِّيقَة في عمل العسل، قال الشاعر:
فجاءُوا بمَزْجٍ لم يَرَ الناسُ مثلَه ... هو الضَّحْكُ إلا أنه عَمَلُ النَّحْلِ