نام کتاب : مباهج الفكر ومناهج العبر نویسنده : الوطواط جلد : 1 صفحه : 98
وهذا الطائر يسمى دجاج البر، وهو صنفان نجدي، وتهامي، فالنجدي أخضر، أحمر الرجلين، والباقي فيه بياض وخضرة ويسمى الذكر يعقوب، والفرخ الذكر السلك والأنثى السلكة وهذه الأفراخ تخرج كما تخرج الفراريج كاسية كاسبة، يقول أصحاب الكلام في طبائع الحيوان إن الحجلة إذا لم تلقح تمرغت في التراب ورشته، على أصول ريشها فتلقح، ويقال: أنها تبيض بسماع صوت الذكر، وبريج تهب من ناحيته وإذا باضت الحجلة ميز الذكور منها الذكر، وحضنت الأنثى منها الإناث في مكان فحضنتها وكذلك هما في التربية، وفي تركيب هذا الحيوان قوة عند طيرانه حتى إن الإنسان إذا لم يره عند الطيران ظن أنه حفيف حجر من مقلاع فيتخيل منه، والذكر شديد الغيرة على الأنثى وإذا اجتمع ذكران اقتتلا فأيهما غلب ذل له الآخر، وذهبت الأنثى مع الغالب، وفي طبع الذكر أنه يخدع أمثاله بقرقرته، ولهذا يتخذه الصيادون في اشراكهم ليكثر القرقرة فيجتمع إليه أبناء جنسه فتقبض معه، وهو يفعل ذلك كالمنتقم منها والحاسد لها، وفي طبع الأنثى إذا أصيب بيضها قصدت عش أخرى وغلبتها على بيضها، وربما سرقت بيضة بعد أخرى حتى يتجمع لها ما تحضنه.
الوصف والتشبيه
قال أبو علي بن رشيق القيرواني:
ما أغربت في زيها ... ألا يعاقيب الحجل
جاءتك مثقلة الترا ... ئب بالحلي وبالحلل
صفر الجفون كأنما ... باتت بتبر تكتحل
وتخالها قد وكلت ... بالقوت والصوت الرجل
صغرى أنابيب من ... المرجان محكمة العمل
مشقوقة شق الزجا ... ج لمن تأمل أو عقل
وصلت مذابحها الرؤ ... س بحمرة فيها شعل
لولا اختلاف الجنس وال ... تركيب جاءت في المثل
كلحى الثمانين التي ... خضبت ومنها ما فصل
أو كاللثام أزاله ... فرط التلفت ما فصل
وتخالهن جواريا ... لا يزدرين من العطل
رمت الثياب إلى ورا ... ء عن المناكب تنجدل
وبدت سراويلاتها ... يسحبن وشيا من قبل
حمر من الركبات في ... لون الشقائق أو أجل
عقدتها فوق الصدو ... ر مخالسات للقبل
وشددت بالأعضاء ... من حذر عليها أن تحل
وكأنما باتت اصا ... بعها بحناء تعل
من يستحل لصيده ... فأنا امرؤ لا استحل فصل قال ابن أبي الأشعث: ومن أنواع الطير نوع مزاجه مائي هوائي لأن طيرانه في العلو أكثر من طيرانه في البحار، وكله يفرخ في الدحال والاجام، ومطرد المياه ولا يركب الأغصان، ولا شوامخ الجبال، وإن أولما نبدأ منها أولا:
القول في طبائع الكركي
ذهب بعض الناس أنه الغرنيق، وذهب آخرون إلى أن الغرنيق صنف من الكركي وهو أخضر طويل المنقار، قال أصحاب البحث عن طبائع الحيوان، الأنثى من الكراكي لا تجلس للذكر عند السفاد، وسفاده سريع مثل العصفور، وهو من الحيوان الذي لا يصلح إلا برئيس لأن في طبعه الخور والتمارس بالنوبة والذي يحرس يهتف بصوت خفي كأنه ينذر بأنه حارس، فإذا قضى نوبته قام الذي كان نائما مستريحا حتى تعفى كلها ما يلزمها من حراسة بعضها بعضا، ولها مشاتي ومصايف، ومنه ما يلزم موضعا واحدا ومنه ما يسافر بعيدا، وفي طبعه التناحر، ولهذا جماعاته لا تطير منقطعة ولا متباعدة بل صفا واحدا تقدمها واحد منها كالرئيس لها، وهن يتبعنه، يكون ذلك حينا ثم يخلفه آخر منها متقدما حتى يصير الذي كان متقدما منها متأخرا، وفي طبعه أن أبويه إذا كبرا عالهما وأتاهما بقوتهما، وقد مدح هذا الخلق أبو الفتح كشاجم يخاطب ولده فقال:
اتخذ في خلة في الكراكي ... أتخذ فيك خلة الوطواط
أنا إن لم تر في غناء ... وببري ترجو جواز الصراط
نام کتاب : مباهج الفكر ومناهج العبر نویسنده : الوطواط جلد : 1 صفحه : 98