نام کتاب : مباهج الفكر ومناهج العبر نویسنده : الوطواط جلد : 1 صفحه : 89
وقال أبو اللبانة:
وعلى فروع الأيك شادٍ يحتوي ... طربي لا تحتويه الأضلع
يندى له طرب الهواء فيغتذي ... ويظله ورق الغصون فيهجع
تخذ الأراك أريكة. . . لمنامه ... فله إلى فيها مضجع
حتى إذا ما هزه نفس الصبا ... والصبح هزل منه شدو مبدع
فكأنما تلك الأراكة منبر ... وكأنما فيها خطيب مصقع
وهذه القطعة، وإن لم يكن فيها شيء من الوصف والتشبيه، فحسن معاني أبياتها دعاني إلى إثباتها، وقال بعض الشعراء يصف مطوقة:
دعت ساقٍ دعوة لو تناولت ... بها الصم من أعلى أبان تحدرا
تبكي بعين ليس تجري دموعها ... ولكنها تجري الدموغ تكررا
محلاة طوقٍ ليس تخشى انفصاله ... أذاهم أن يبلى تجدد آخرا
لها وشح دون التراقي ودونها ... وصدر كمعطوف البنفسج أخضرا
تنازعها ألوان شيء صقالها ... بدا لتلالئ الشمس فيه تحيرا
وقال بعض الأندلسيين:
وما شاقني إلا ابن ورقاء هاتف ... على فنن بين الجزيرة والجسر
مفستق طوقس لازوردي كلكل ... موشى الطلي أحوى القوادم والظهر
أدار على الياقوت أجفان لؤلؤ ... وصاغ على الأجفان طوقاً من التبر
حديد شبا المنقار داجٍ كأنه ... شبا قلم من فضة مد من حبر
توسد من فرع الأراك أريكة ... ومال على طي الجناح من النحر
ولما رأى دمعي مراقاً أرابه ... بكائي فاستولى على الغصن النضر
وحث جناحيه وصفق طائراً ... فطار بقلبي حيث طار وما يدري
القول في طبائع اليمام
وقد نقلنا عن العرب أن هذه التسمية واقعة على النوع الذي يسميه عامة الناس الحمام، وهو أصناف مختلفة الأشكال، والألوان وهي: الرواعب وهذا الصنف ألوان كثيرة، زعم الجاحظ أن الراعبي مولد بين ورشان ذكر وحمامة أنثى، فأخذ من الأب الجثة، ومن الأم الصوت وفاته سرعة الطيران، فلم يشبهها فيه، وله عظم البدن وكثرة الفراخ والهديل، والقرقرة لأبويه، حتى صار ذلك سبباً للزيادة في ثمنه، وعلى الحرص على إيجاده والرغبة فيه.
والمراعيش: وهي تطير مرتفعةن حتى تغيب عن النظر فترى في الجو كالنجم وفيها ما يبقى يوماً وليلة.
والعداد: وهو طير ضخم قليل الطيران كثير الفراخ والميساق: وهو أضخم من العداد وأنهل، ثقيل الجسم، لا يستطيع الطيران إلا قليلاً.
والشداد: وهذا الصنف لا يلزم الطيران في الجو وله في جناحيه حتى يقال أنه كسر بهما الجوز، ولا يأتي الغابة لبله فيه، وأصحاب الرغبات في تربية هذا الصنف يلقونه على البصريات، فيخرج من بينهما حمام يسمى) المضري (يجمع فيه هداية البصري وشدة الشداد يطير صعداً حتى يرى كالنجم، وربما أقام الواحد منها قائماً على ذنبه يوماً وليلة، وفي ذنبه ثلاثون ريشة.
والقلاب: ويسميه العراقيون الملاح، والشقاق وطيرانه تحويم.
نام کتاب : مباهج الفكر ومناهج العبر نویسنده : الوطواط جلد : 1 صفحه : 89