نام کتاب : مباهج الفكر ومناهج العبر نویسنده : الوطواط جلد : 1 صفحه : 86
وقد اولع الناس بذكر الغراب في أشعارهم، وذموه بالتطير، وادعوا أن نعيبه سبب البلى والتغيير، وأظرف ما قيل في ذلك قول الطرماح بن حكيم:
وجرى بينهم غداة تحملوا ... شنج النسا أدمى الجناح كأنه
من ذي الأثارب شاجح يتعبد ... في الدار أثر الضاغين مقيد
وقال يوسف بن هارون الرمادي الأندلسي:
أيا حاتماً ما أنت حاتم طيء ... وما أنت إلا حاتم الحدثان
كأنهم من سرعة البين أودعوا ... جناحيك واستحثثت للطيران
ومن رسالة لبديع الزمان يذم فيها رجلاً: ما أعرف لعمار مثلاً إلا الغراب الأبقع مذموماً على أي جني وقع، إن طار فقسم الضمير، وإن وقع فروعة النذير وإن حجل فمشية الأسير وإن شجح فصوت الحمير، وإن أكل فدبر البعير، وإن سرق فعلة الفقير وقال أحمد بن فرج الجبائي:
أما الغراب فمؤذن بتغرب ... وشكا فصدق بالنوى أو كذب
داجي القناع كأن في إظلامه ... إظلام يوم تفرقٍ وتغرب
ومقنا الأطراف تحسب أنها ... بدمائنا خضبت وإن لم تخضب
ويح الهوى ملأ القلوب مخافة ... حتى باغربة الفلاة ينعب
فصل
ذهب ابن أبي الأشعث: إلى أن في الطير جوارح تسمى جوارح الماء وقال في مزاجها أنه ناري مائي، ولذلك هي تطير في الجو فوق البخار، ومرعاه الماء، وما يتصيد منه ثم قال: وهذا النوع مزاجه معتدل في الحرارة والرطوبة على تساو في الكيفية،) وزيادة في الماء بالكمية (وزيادته في الرطوبة بحسب الكمية لا بحسب الكيفية،) وزيادة في الماء بالكمية (وزيادته في الرطوبة بحسب الكيفية، ومن أشخاصه، زمج الماء الذي يسمى بمصر، النورس وهو يعلو في الجو ويزج نفسه على سطح الماء فيختلس منه السمكة بكفيه، ولا يقع على الجيف، ولا يتغذى بغير السمك، ومن أشخاصه القرلي وهو طائر أبلق ببياض وسواد هفاف، يتعلق غالباً فيزج نفسه فيختلس السمك بمنقار له طويل وهو غير محب للأنس، ولهذا لا يفارق شطوط الأنهار، ومعاشه من البق والذبان، ولا يزال مرفوعاً في البخار يرى شيئاً من معاشه فيتدلى لأخذه، ولم ير قط طائراً ولا واقفاً بل محدم، وجناحاه في خلفهما لا يعرفان السكون أبداً بل يخفقان دائماً وبه يضرب المثل في الهلع من الشر والطمع في الخير فيقال: فلان كالقرلي إن رأى خيراً تدلى وإن رأى شراً تعلى، ومن أشخاصه طائر يسمى السياف وهو شاهمرج صغير يختلس السمك من سطح الماء، والشاهات، فيها دجليه صغار وبحرية كبار، ومنها الكافورية الزرق، والصقرية الشهب، وهي كلها تركب سطح الماء وتأخذ ما تفترسه منه وتبلعه بلعاً، وهي إذا نقلت إلى المنازل افترست الهوام البرية، وكل طائر أمكنها بلعه. الوصف والتشبيه
قال بعضهم من قصيدة يرثي بها شاهمرجا:
ملك الطير له ... فيها سناء وافتخار
خلصت منها له ... أعراق صدق وبحار
كأن في صورته ... لون بياض واحمرار
كأن في الهامة يلمم ... وفي الرحل انتشار
مكنس ما توق ساق ... شمر عنه الأزرار
الباب السابع
في ذكر بغاث خشاش الطير وطبائعها
وأهم ما نجعل ابتدائنا بذكره الطير المتونم الذي يصدع القولب بتغريده ويثير اشواقها بتغريده، ويجدد رغبات المحبين في الأحباب بهديله، ويصرف خواطرهم عن أن تستغل عمن ألفته وعديله وهو:
الحمام
والعرب لا تطلق هذا الاسم على الذي اصطلح الناس على تسميته بالحمام التي وهي الدواجن في البيوت، والبروج فإنهم يسمون هذا النوع يماماً والحمام عندهم كلما كان له طوق، وقال الجاحظ: كل طائر يعرف بالزواج وحسن الصوت، والهديل، والدعاء، والترجيع، فهو حمام، وإن خالف بعضه بعضاً في الصورة واللون والهديل، فالقمري حمام، والدبسي حمام والفواخت حمام، والورشان حمام، والسفنين حمام، وكلها تبيض بيضتين، فإن باضت حيناً ما ثلاث بيضات فسدت واحدة، أو اثنتان، وصحت واحدة، وذكر بعضهم: إن الفواخت والشفانين تسفد وتبيض، ولها ثلاثة أشهر، وتحمل أربعة عشر يوماً، وتجلس على البيض أربعة عشر يوماً، وتصير لها أجنحة، وتطير بعد أربعة عشر يوماً
نام کتاب : مباهج الفكر ومناهج العبر نویسنده : الوطواط جلد : 1 صفحه : 86